
أعادت التطورات الأمنية الخطيرة في محافظة المهرة إلى الواجهة معادلة التحالفات المشبوهة التي تتشكل في الظل ضد الجنوب وقضيته شعبه العادلة.
ففي أعقاب اعتقال القيادي الحوثي المدعو محمد أحمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عُمان، وما تبعه من هجوم مسلح استهدف قوات محور الغيضة بهدف تهريبه، انكشف الغطاء عن التنسيق غير المعلن بين مليشيا الحوثي ومليشيا الإخوان.
تجلى هذا التنسيق بوضوح في العبور السلس لعناصر حوثية إلى المهرة دون اعتراض من مليشيا الإخوان، رغم سيطرتها المفترضة على بعض الممرات.
ولا يمكن أن يكون هناك أي تحرك حوثي قادمًا من مناطق اليمن إلى عمق محافظة المهرة دون أن يواجه أي عرقلة إخوانية إذا ما كانت هناك حقًا حالة عداء بين الطرفين كما تروج لها وسائل الإعلام التابعة لكليهما.
لكن ما حدث يؤكد أن هناك غض طرف متعمد وتسهيلات متبادلة، تكشف أن الخلافات بين الحوثيين والإخوان من وحي الخيال، وأنهما ينسقان تحركاتهما لمواجهة الجنوب وقضية شعبه.
وتؤكد التحشيدات الاخيرة لما تسمى بـ"قبائل" خولان إلا واحدة من الحيل التي تلجأ لها مليشيا الحوثي لتمرير أي مخطط لها غير ان اللافت هذه المرة هو التغطية الإعلامية لهذه التحركات من قبل وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين التي تحاول خلط الأوراق ووصف ما يحدث بأنه تحرك قبلي وليس سياسي في محاولة لدعم هذه التحركات ومؤازرتها .