
مواطنون لـ " الأمناء " :
- لحج في ظلام دامس والسلطة عاجزة عن أي حلول لمعضلة الكهرباء
- عزوف بعض المنظمات من التدخل الإنساني والغذائي والصحي وعجز كلي لسلطات لحج تجاه معالجة الأزمات
- أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي وفضائح فساد في تهريب الغاز إلى مناطق سيطرة الحوثيين
- شباب وشابات سقطوا في مستنقعات المخدرات
وضـع إنساني مزرٍ للغاية تعيشه محافظة لحج ، وتحديداً مدينة الحوطة المنكوبة عاصمة المحافظة، إذ تشهد مديرية الحوطة وجه المحافظة، ومديرية تبن المرتبط بمحافظة عدن من فترة إلى أخرى انقطاعا تاما لخدمة الكهرباء تتجاوز أحياناً أكثر من اسبوع ، وتمتد في أحايين أخرى إلى نصف شهر بل أكثر بذريعة عدم توفر وقود محطات الكهرباء في ظل اشتداد لهيب حرارة فصل الصيف وأثرها المأساوي على عامة الناس، إذ تجد معظم مناطق لحج تعيش في ظلام دامس ، ويقابل ذلك أزمة الحصول على الثلج التي تضرب مناطق المحافظة وعدم الحصول على الماء البارد وارتفاع أسعار بيع الثلج ، وعدم تمكن بعض الأسر من عملية الشراء، بالأضافة إلى الارتفاع الجنوني المستمر في أسعار المواد الغذائية، والأدوية، والمستلزمات الأخرى، نتيجة لتدهور الريال اليمني امام العملات الأجنبية وعلى رأسها الريال السعودي والدولار، مما زاد من إرهاق كاهل المواطنين، وايضاً تاخير صرف مرتبات الموظفين المدنيين والأمنيين والعسكريين ، فتجد المواطن يكابد الحياة بقسوة لتوفير لقمة العيش للأسرة، مما أحدث اتساع رقعة الفقر بين عامة الناس دون أي حلول من القيادة العليا أو المحلية لهذه المعاناة والهموم .
كما تشهد لحج عزوف بعض المنظمات من التدخل الإنساني والغذائي والصحي وغيره، بينما يقف وضع السلطات المحلية عاجزاً عن معالجة هذا الوضع المزري لعدم توفر كافة الإمكانيات لمجابهة ماهو حاصل، وتهـرباً من هذا الواقع تجد أن السلطة للأسف تحاول ان تلهـو عامة الناس في مشاريع صغيرة مثل الحدائق التي يطلق عليها حدائق " السنافر " في الحوطة، وكذا في عقد الاجتماعات لغرض عودة الاحتفال بمهرجان القمندان، فيبرز صوت المواطن المقهـور جمهوريا ليقول : " عن أي مهرجان تتحدثون ونحن نعاني الأمرين في مختلف مناحي الحياة " .
إلى اين وإلى متى؟
أينما يممت وجهك في الشوارع والأسواق وعلى باصات الأجرة تجد معظم الناس تتساءل : إلى أين تريد الحكومة الوصول بهذا الشعب ؟ وإلى متى سوف يستمر هذا الوضع الجنوني الكارثي؟، إذ يشكو الناس من وطاة ارتفاع الأسعار في مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية وتدهور العملة وانقطاع المرتبات والخدمات ، وتجد المواطنون يشكون من عدم وجود مصادر دخل لتغطية متطلبات الأسرة اليومية وصولاً إلى وجود أسر لا تستطيع تناول الثلاث الوجبات وبعضها تعيش على وجبة طعام واحدة وغير قادرة على توفير متطلبات أطفالهم البسيطة، ويتخوف عامة الناس من وصول الوضع إلى كارثة إنسانية كالمجاعة والأمراض المتفشية ، ومن عدم المقدرة على شراء الطعام، وكذا عدم الحصول على شربة ماء بارد .
أزمة الغاز المنزلي :
وشهدت لحج أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي نتج عنها فضائح فساد تزكم الأنوف بتهريب الغاز إلى مناطق المليشيا الأنقلابية الحوثية لغرض الثراء الفاحش، وهي أزمة تظهر من فترة إلى أخرى وتوثر على توازن الأسرة؛ كون الغاز كان يستخدم في المنزل ويتم شراؤه بسعر رخيص، ومع استخدامه لتشغيل السيارات أحدث ارتفاعاً ملحوظاً في القيمة وأزمة انعدام توفره، فزاد هذا الأمر الاوجاع فوق ما تعانيه الأسر من هموم يومية نظراً لارتفاع الأسعار الجنوني القاتل .
انتشار الأمراض:
كما يعاني المواطنون من تفشي انتشار الأمراض من حميات وكوليرا تحدث الإسهالات وترهق كاهل المواطن مادياً ومانتج عنها من وفيات ، وهي حالات تثير القلق وفي تزايد مستمر وتجد السلطات المحلية بموقف العاجز أمامها بالرغم من التفاخر بنمو الإيرادات شهرياً، فيترك المواطن يصارع تلك الأمراض منفرداً بشراء الأدوية مما يزيد الديون المتراكمة عليه، وان وجد دعماً للمريض تجده محدوداً من بعض المنظمات في أقسام العزل ولا يلبي كافة الأدوية لمجابهة وباء الكوليرا.
إفراغ السلة الغذائية :
عندما نقارن وضع لحج قبل الوحدة مع الوضع الراهن نكتشف حقائق صادمة، حيث كانت لحج تعتبر السلة الغذائية لمحافظة عدن من خضروات وفواكة وألبان ولحوم وغيرها، اما اليوم تجد أسر بلحج لا تستطيع شراء كيلو طماطم أو بطاط بعد ان تحولت معظم أراضي تبن الخصبة زراعياً إلى خرسانات اسمنتية بنظر السلطة التي تحولت قراراتها إلى حبر على ورق أو محفوظة بالادراج . . جرائم وانتهاكات ترتكب بحق الأرض الزراعية أوجدت وضعاً ماساوياً قاسياً لعدم المقدرة على شراء الخضروات والفواكة نتيجة ارتفاع أسعارها ، والتي معظمها تصل الأسواق المحلية من المناطق الشمالية أو من الخارج.
مديريات محرومة :
عندما تشاهد هذه الأوضاع المزرية في قلب الحوطة عاصمة المحافظة وفي مديرية تبن المتداخلة إدارياً مع عدن، تبرز العديد من التساولات مفادها إذا كان هذا وضع العاصمة المزري، فكيف الأوضاع في بقية المديريات البعيدة عن مركز العاصمة؟.
مافيا المخدرات :
مع تدهور الأوضاع في لحج وجد نشاطا واسعا لمافيا المخدرات التي استغلت أوضاع الشباب والشابات لحاجتهم إلى الأموال واستقطابهم في الترويج والبيع للمخدرات والخمور وغيرها لغرض إفساد المجتمع، وتبذل المؤسسة الأمنية بقيادة العميد ناصر الشوحطي مدير عام شرطة لحج، جهوداً كبيرة بالتعاون مع قيادة الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري، في تجفيف كافة منابع مستنقعات مافيا المخدرات والخمور، وتمخض ذلك بتكليف المقدم مختار الدقم لقيادة إدارة مكافحة المخدرات مما أدى إلى تساقط العديد من المتورطين بهذا العمل المشين المحرم والمجرم شرعاً وديناً وقانوناً منها قيادات أمنية والزج بهؤلاء في السجون، وأيضاً ضبط العديد من الشباب والشابات المتورطين في المتاجرة بالمخدرات والخمور والانحطاط الأخلاقي .
تغيير جذري :
ماهو حاصل بلحج منذُ سنوات من فساد مالي وإداري وتفش للأمراض والمخدرات والخمور وتدهور الخدمات الأساسية كل ذلك أوجد وضعا كارثيا داخل المحافظة لا يستطع أحد إنكاره، مما أدى إلى بروز أصوات تطالب القيادة العليا النظر إلى لحج بعين المسؤولية والرحمة ، وإحداث التغيير الجذري في القيادة بوضع أفضل وقبل سقوط المحافظة سقوطاً مدوياً في مستنقعات الفساد ، وحدوث الكارثة الكبرى لخطورة الأمر كونها تعتبر البوابة الجنوبية لمحافظة عدن، وأيضاً لارتباط حدود لحج مع محافظات أبين والبيضاء وتعز .
