آخر تحديث :السبت 05 يوليو 2025 - الساعة:00:25:13
التراث الشعبي بعيون الآخر
(الدكتور/ خالد بن محمد بن مبارك القاسمي)

 

على مدي يومين متتاليين 2-3 يونيو 2025، شهدت شارقة العرب تنظيم مؤتمر  ثقافي تحت عنوان : "التراث الشعبي بعيون الآخر" بتظيم رائع من معهد الشارقة للتراث حضرها كوكبة كبيرة من الأساتذة والمثقفين العرب، وبإشراف وحضور مباشر من سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس مركز الشارقة للتراث، والأخوة القائمين على معهد الشارقة للتراث .

وخلال عشر جلسات تناول المشاركون دور الرحالة والمستشرقين الغربيين الذين زاروا المنطقة العربية ما بين القرنين السادس عشر والعشرين الميلاديين، وقد شكلت إصداراتهم مراجع ومصادر ثرية ومتنوعة للباحثين والمؤرخين في تاريخ المنطقة العربية، وتقدم بعض تلك المدونات نظرة مشوهة إستعمارية طاغية، تناولها المشاركون من خلال أوراقهم الرائعة في المؤتمر والتي غطت كل جوانب التراث الشعبي من صور للمدن العربية في الكتابات الرحلية، إلى الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وملامح المجتمع العربي، والمدونات الرحلية بين التوثيق والتشويه.

وصاحب فعاليات المؤتمر معرضاً تضمن مجموعة كبيرة من مؤلفات الرحالة، وصورا لأوضاع  المنطقة العربية خلال فترات زيارتهم لها، كما تم إطلاق الإصدارات المصاحبة لمجموعة من المشاركين، أصدرها مركز الشارقة للتراث، وتضمن المؤتمر زيارة دارة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وما تتضمنه هذه الدارة من وثائق ومخطوطات، ومؤلفات نادرة، وصور جغرافية وتاريخية لمختلف الحقب التاريخية، جمعها وأشرف على تنسيقها الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي والتي تعتبر قبلة ومرجعاً مهماً لكل الباحثين في التاريخ والتراث العربي والعالمي .

وأختتم المؤتمر فعالياته بتكريم شخصية المؤتمر الدكتور سيف البدواوي والمشاركين في المؤتمر، والشهادات التقديرية التي هي وسام شرف لجميع المشاركين في إنجاح فعاليات هذا المؤتمر .

ولا يفوتني هنا أن أشيد بشخصية الأخ الرائع دوماً سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم والذي عرفته وعاصرته منذ بداية كتاباته الأولى  منذ منتصف الثمانينات،  شخصاً باحثاً وجامعاً ومدوناً للتراث العربي، وقد كان محل ثقة وتقدير  صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتولي رئاسة معهد الشارقة للتراث، حيث جعل المعهد شعلة متوقدة من النشاط، من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات، ومطبوعات المركز في مختلف جوانب التراث والتي تجاوزت ال1000 إصدار حتى الآن، متمنياً له ولمعهد الشارقة للتراث مزيداً من النجاح والتألق .

ولا يفوتني في الختام، أن أشيد بروعة التنظيم، والمتابعة لهذا المؤتمر، والخدمات المقدمة من الأخوة القائمين على المركز، والتي أثمرت عن هذا النجاح الرائع، الذي يضاف إلى إنجازات معهد الشارقة للتراث  

 




شارك برأيك