آخر تحديث :الاثنين 12 مايو 2025 - الساعة:22:23:04
مخاوف يمنية من استغلال الحوثي «تهدئة» أمريكا
(الأمناء نت / العين:)

تسود الأوساط اليمنية مخاوف جدية من استغلال الحوثيين للتهدئة الأمريكية لتعزيز موقعهم العسكري والسياسي على الأرض.

 

وبعد غارات أمريكية مكثفة بدأت منتصف مارس/آذار الماضي على مواقع الحوثيين، أعلنت المليشيات وقف استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

 

ويرى مراقبون أن قلقًا مشروعًا يشهده اليمن على رضوخ الحوثي للإرادة الأمريكية بعد الضربات العنيفة التي طالته وقوضت إلى حدٍّ ما بنيته التنظيمية وقدراته التسليحية.

 

وأشار المراقبون إلى أنه، بحسب التجارب السابقة، طالما استغلت المليشيات فترات الهدوء من أجل شحذ أسلحتها وترميم صفوفها.

 

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال في 6 مايو/أيار الجاري إن مليشيات الحوثي أبدت رغبتها في وقف القتال، وإنها استسلمت، وذلك بعد نحو 51 يومًا من انطلاق حملة جوية أمريكية على معاقل المليشيات.

 

يقظة دائمة

ورأى خبراء يمنيون أن اليقظة واجبة في التعامل مع استفادة الحوثيين من خروج الجيش الأمريكي من معادلة المواجهة، مشيرين إلى أن ضمان أمن الممرات المائية وحماية مصالح العالم واستقرار المنطقة يتطلب "القضاء على تهديد الحوثي بعمل بري حاسم".

 

وقال المحلل السياسي اليمني، صالح باراس، في تصريح لـ"العين الإخبارية": إن الضربات الأمريكية جعلت مليشيات الحوثي تفهم الدرس بعد أن نالت ركلات كافية، لكنها لا تزال قادرة على المناورة".

 

وأوضح أن "الهجمات الجوية الأمريكية الدقيقة جعلت مليشيات الحوثي تنزل من برجها العاجي" وتستسلم تحت الضغط العسكري والسياسي، غير أن "التهدئة تمنحها أيضًا فرصة لالتقاط الأنفاس".

 

وأشار إلى "التجارب الحوثية السابقة، حيث استغلت المليشيات قرارات وقف إطلاق النار كتكتيك ثابت في سبيل تطوير قدراتها التسليحية والعسكرية"، مؤكدًا أهمية دعم "القوات المناهضة للحوثيين بالمعدات لتفكيك معاقل الحوثيين وضمان أمن المنطقة".

 

خطوة للوراء

من جهته، أكد المحلل السياسي باسم الحكيمي أن "وقف مليشيات الحوثي عملياتها في البحر الأحمر كان نتيجة للضربات الأمريكية التي تعرضت لها، والتي شلت توازنها وجعلتها تتراجع خطوة للوراء وتذعن للتهدئة".

 

وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية": أن "تجارب الماضي تظهر أن الحوثي يتمدد عند كل تهدئة"، مشيرًا إلى أن مليشيات الحوثي حاولت الترويج لانتصارات وهمية لتعزيز تماسك موقفها أمام أتباعها".

 

وأضاف أن الحوثيين، من خلال "استغلال وقف إطلاق النار، سيعملون على ترسيخ أقدامهم، وإعادة ترتيب صفوفهم، مما يتطلب استمرار الضغط العسكري والتنسيق الدبلوماسي، والحظر الاقتصادي الأقصى".

 

وحول مزاعم النصر الحوثي على الولايات المتحدة، والتي تروّجها مليشيات الحوثي أمام أتباعها، قال الحكيمي إنه "كان إذعانًا واستسلامًا كاملين من الحوثي دون قيد أو شرط"، وذلك بعد تعرضه لضربات مؤلمة أفقدته توازنه، ودمرت معظم مخزون أسلحته.




شارك برأيك