لا تزال العاصمة عدن ترزح تحت وطأة انقطاعات كهربائية خانقة تجاوزت عشرين ساعة يوميًا، في ظل ارتفاع حاد لدرجات الحرارة، ووضع خدمي متدهور يهدد بانفجار شعبي وشيك. ومع تصاعد حالة الاحتقان، يترقب المواطنون عودة رئيس الحكومة المعيّن مؤخرًا سالم بن بريك، الذي لا يزال متواجدًا في العاصمة السعودية الرياض منذ إعلان تشكيل الحكومة قبل أيام.

وتزداد مشاعر الإحباط في الشارع العدني مع غياب أي مؤشرات على وجود حلول عاجلة أو وعود دولية ملموسة بدعم اقتصادي، خصوصًا في ملف الكهرباء، الذي بات عنوانًا لمعاناة مزمنة تعيشها المدينة كل صيف.

مصادر حكومية أشارت لـ"الأمناء" إلى أن بن بريك لم يتلق حتى الآن أي التزامات مباشرة من دول التحالف أو المجتمع الدولي بدعم قطاع الطاقة أو إنعاش الوضع الاقتصادي، ما يثير التساؤلات حول قدرته على مواجهة التحديات الثقيلة التي تنتظره عند عودته إلى عدن.

في الأثناء، تتسع رقعة الغضب الشعبي، مع تزايد الدعوات لاحتجاجات شعبية للمطالبة بتحسين الخدمات، وتوفير حلول عاجلة للكهرباء التي تُعد شريان حياة في مدينة تعاني من مناخ شديد الحرارة ونقص في البنية التحتية الصحية والخدمية.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى انفجار شعبي يصعب السيطرة عليه، في ظل فراغ سياسي واضح، وتباطؤ ملحوظ في تحركات رئيس الحكومة الجديد. كما دعا ناشطون وقيادات مجتمعية إلى ضرورة تحرك فوري من قبل التحالف العربي لاحتواء الأزمة قبل فوات الأوان.

وفي غياب الكهرباء، ووسط انتظار العودة المجهولة لرئيس الحكومة، تبقى عدن مدينة تعيش على صفيح ساخن، تُضاء فقط بأصوات الغضب المتزايدة من شوارعها.