آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:01:32:00
رحل الفارس المقدام هدار .. شهيدا لدينه ووطنه
(كتب ,: الأستاذ صلاح القعشمي..)

..

 

ارحلت عنا ايها الفارس المغوار..؟ 
ارحلت عنا يا رفيقي أبا علي هدار إبن الشوحطي بهذا الوقت والظرف العصيب حقا ...؟!
 :قال نعم احبتي لقد رحلت عنكم إلى مثواي التالي..وساد...الصمت .....ولم يعقب...!
آه ..آه.. ايها القائد الصنديد لقد حزنت كثيرا برحيلك..وفي نفس الوقت شعرت باطمئنان وسر قلبي فرحا بذلك ..ما هذا الشعور ؟؟ يا الله.؟؟؟  

فوقفت مع نفسي ...  أتأمل واتسائل ما هذا الشعور المزدوج..؟؟
اتحزن وتفرح لرحيل رفيق درب النضال والمقاومة الجنوبية في مثل هذا الحدث الذي اهتزت له الأفئدة وادمعت فيه الأعين؟!..وبكت جبال ووديان وسهول يافع والجنوب باستشهاد ابرز قادتها الأبطال الذي سطروا ملاحم النصر المؤزر في مختلف جبهات المواجهة مع العدو..؟؟!!!
اصابك الحزن والأسى برحيله... ذلك ممكن..ام انك تفرح فلا تقل هذا..!
اتحزن وتفرح في آن واحد..؟؟ فما هذا إلا ازدواج لا اراك محق فيه..!!؟
فقلت في نفسي نعم هكذا شعرت وهكذا أحسست وقد أصبت وصدق حدسي..
نعم لقد فرحت باستشهاده بحجم حبي وتقديري لهذا الرجل المقدام والفارس الشجاع.. وايماني المطلق إنه لا ينال الشهادة في مواقع الشرف والكرامة إلا اولئك الصادقين مع الله ومع أنفسهم ومع قضيتهم وهدفهم.لن ينال الشهادة إلا من هب لها مجاهدا في سبيل الله والوطن بشجاعة واقدام.كيف لا وهو القائد المفترس الذي لا يعرف الخنوع أو التردد. يتقدم الصفوف بإيمان وثقة ورباطة جأش قائدا وجنديا  ومجاهدا حقيقيا يمقت حب الذات والدنيا على دينه وعقيدته السمحاء ووطنه الجنوب الحر..
نعم والله لقد فرحت فرحا شديدا بهذا برحيل القائد الهمام والاب والاخ المربي الفاضل والجندي الشجاع والرياضي العاشق للمستديرة  والمستطيل الاخضر والنشاط الرياضي والشبابي المحب والداعم للكرة والرياضة قولا وفعلا حضورا ومشاركة وتفاعل منقطع النظير  .أنها خصال اجتمعت في ذلكم الفارس الذي ترجل عنا مبكر .خصال لا تنم إلا عن عشق وحب حقيقي لدينه ووطنه و لكل ماهو جميل... ورجل شهامة واخلاق وصاحب مواقف رجولية ..رجل متفرد فعلا..
اكتسبها الشهيد البطل القائد هدار الشوحطي قائد اللواء الرابع دعم وإسناد .فمنها ما ورثها عن الآباء والأجداد ومنها ما تعلمها من مدرسة الحياة وأخرى تاصلت فيه ونمت خلال مسيرة حياته الحافلة بالاحداث والمواقف التربوية والتعليمية والاجتماعية والسياسية والنضالية.

فرحت باستشهاده حبا وكرامة لهذا الأسد المقدام ليلقى ربه ضاحكا مستبشرا مقبلا غير مدبرا كما عاش واستشهد .. فهنيئاً له هذا الخاتمة الطيبة التي نتمناها جميعا لنا .
حزنت نعم لرحيله المبكر في مثل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ونحن  في حالة مواجهة حقيقية مع عدو  غاشم واحتلال همجي متربص بالدين والأرض والثروة والإنسان ونحن في حالة  استعداد قتالي ومواجهة مع مختلف التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية المعاشة.
حزنت فعلا مع أولاده وأهله ومحبيه الذين سيشعرون بالفراغ الكبير الذي سيخلفه لهم  وراءه .ولكن الله لن يخذلهم وسيكون معهم وسوف يلهمهم الصبر والسلوان برحيله عنهم.
نعم والله سنلمس جميعا  معاناة رحيلك وسوف سيكون مكانك فارغا لن يملأه أحد قط ..
نم قرير العين أبا علي  الشوحطي ورحمة الله عليك وغفرانه ورضوانه .. وأننا على الدرب سائرون....







شارك برأيك