آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:23:57:00
من يقف وراءه؟ وكيف يمكن اجتثاثه والقضاء عليه؟
المخدرات.. خطر قادم يستهدف الجنوب أرضا وإنسانا "تقرير خاص"
("الأمناء" تقرير/ سالم لعور:)

قبل أيام نُشرت اعترافات مصدر مقرب من الهالك (عفاش) قال بكل صراحة وشفافية ووضوح إن ما يجري اليوم من انتشار للمخدرات بالجنوب يقف وراها الحوثي والإخوان لخبرة سابقة سبق ان تم استخدامها بعد الوحدة حسب المصدر.

وكشف المصدر أن تجارة المخدرات وانتشارها بالجنوب كالنار بالهشيم وبأسعار مخفضة في السوق المحلية للعاصمة الجنوبية عدن وبقية مدن محافظات الجنوب والهادفة لتمييع الشباب من كلا الجنسين بصفة خاصة وأبناء الجنوب بصفة عامة.

وأكد المصدر أن عملية تهريب المخدرات والخمور وإدخالها إلى الجنوب تتم بصورة ممنهجة ومدروسة من قبل مليشيا الحوثي ومليشيا الإخوان، مؤكدا بان العمل يجري تحت اشراف تجار التهريب التابعين للميليشيا وقيادات استخباراتية متواجدة بالعاصمة عدن والمحددة للعصابات المتاجرة بالمخدرات والخمور أماكن البيع والمستخدمة سلاح خطير وفعال والمتمثل بتكليف عناصر نسائية كونها وحدها القادرة على الإيقاع بالمواطنين الجنوبيين ودفعهم من رواد البضاعة المحرمة شرعا وقانونا، لافتا بان مليشيا الحوثي والاخونج يقومان بهذه الأعمال المستهدفة للجنوبيين نتاج لخبرة سابقة تم اكتسابها من رئيس نظام الاحتلال اليمني الهالك (عفاش) وذلك من بعد قيام الوحدة بحوالي سنة وتحديدا في أوائل 1991م.

واعترف المصدر بانه كان على علم بما خطط له نظام صنعاء حينها والهادفة جلها الى اشغال ابناء الجنوب بالادمان على الخمور وكذا سحب السيولة منهم.

وأوضح بان هذه الخطة أعدت من قبل المخابرات اليمنية وشملت قسمان ولكل منهما مهمة وجب تنفيذها والمتضمنة تكليف تجار لشراء الخمور المختلفة الاشكال والاحجام من جيبوتي وإدخالها إلى العاصمة عدن وبيعها بالأسواق المحلية وبأسعار مخفضة حتى يتمكن المواطن من شراءها ومن ثم الاستفادة من ثمنها وتكليف تجار آخرين تكمن مهمتهم في شراء السلاح من الجنوبيين حتى يضمن النظام اليمني عدم مقاومة الجنوبيين للاجتياح العسكري الذي سيتبع الخطة الاولى والخاصة ببيع الخمور وشراء السلاح.

وحذر المصدر أبناء الجنوب بشكل خاص والقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية بالضرب بيد من حديد على من يبيع او يتعاطى المخدرات والخمور واحباط كافة الوسائل المتبعة من قبل المليشيا الرافضية والإخونجية والتي تأمل بتشتيت النسيج الاجتماعي الجنوبي وإلهاءه.

 

سيناريو استخباراتي ممنهج ومنظم

واستنادا إلى تصريح المصدر المقرب من الهالك عفاش يتضح جليا أن حرب المخدرات لا تحمل طابعا تجاريا محضا، ولكنها حربا قذرة تحمل طابعا استخباراتيا ممنهجا وعميقا يتعدى جوانب التجارة والربح والخسارة، ليهدف في أبعاده بعيدة المدى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ومآرب أخرى تدميرية في مضمار الحياة الثقافية والاجتماعية والمعيشية والحقوقية وهدم معايير الإنسانية وحقوق الناس وحرية التعبير والانفتاح والقبول بالآخر، من منطلق ثقافة الفرد والقبيلة باحتكار السلطة والحكم ونهب الثروات السائدة منذ قرون في حكم الأئمة والكهنوت بالشمال، والمتدثر بلباس القبيلة والطائفية والعنصرية البغيضة والتأسلم الديني المتطرف.

 

سيناريو إغراق الجنوب بالمخدرات.. عمل استخباري

إن كارثة إغراق الجنوب بمختلف أنواع المخدرات ليس عفويا، بل يحمل بطياته سيناريو خطير ينم عن رسم مخططاته السرية في مطابخ الاستخبارات الخارجية، والتي تجد لها أدوات عمالة في الداخل على مر الأيام والشهور والسنين، وتكشف بوضوح الوجه الحقيقي لباطنية الدولة العميقة التي تدمر المجتمع والوطن بنشر الفتن وأعمال الفوضى وبؤر التوترات، التي تستهدف العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب التي انتصرت وهزمت ميليشيا الغزو الحوثي، ومرغت بجحافل وفيالق ميليشيا العدوان في التراب وساحات المعارك، وطردتهم شر طردة، وانتصرت عليهم، وستفشل مخططاتهم الجهنمية في إغراق جنوبنا العربي بالمخدرات في محاولات يائسة من النيل من إنجازاته التي تحققت له سياسيا وعسكريا وأمنيا وفي مختلف المجالات والصعد تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته الحكيمة ممثلة بالقائد الرئيس عيدروس الزبيدي.

 

مخدر "الشبو" الأوسع انتشارا والأغلى سعرا

في الآونة الأخيرة تنامى انتشار واحد من أخطر أنواع المخدرات بين أوساط المجتمع المحلي بمحافظات الجنوب لا سيما المحافظات الشرقية (شبوة وحضرموت والمهرة)، وتكمن خطورته بدرجة رئيسية في أنها توجد معامل كيماوية لتصنيع كمنتج محلي يدر أرباحا باهظة حيث وصل سعر الغرام من مخدر "الشبو" إلى 20 دولارا بما يعادل أكثر من 20 ألف ريال يمني، واحتلت شبوة صدارة المحافظات بانتشاره منذ أربع سنوات وتلتها حضرموت فالمهرة فالعاصمة عدن.

 

تجارة مخدر "الشبو" تجتاز السوق المحلية للخارج

وذكرت تقارير إعلامية وحقوقية أن تجارة مخدر "الشبو" أصبحت مصدر ربح سريع ومحدودية وجود الموانع الضبطية والعقوبات الفورية لردع مروجيها بظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلد، مما سال لعاب تجار المخدرات على تكثيف أنشطتهم في هذا الجانب وفتح وتوسيع مصانع تحضير إنتاج "الشبو" بوادي حضرموت ومناطق بشبوة وترويجه بشبوة وحضرموت وعدد من محافظات الشمال وتصدير كميات منه لعدد من الدول العربية.

 

 

تجار ومهربو المخدرات يتساقطون فرادى في نقاط الحزام

أثبتت نقاط الحزام الأمني بمداخل عدن ومحافظات الجنوب الأخرى التي تتواجد بها قوات تابعة للحزام الأمني أنها سدا منيعا سقطت أمامه كل مخططات أعداء الجنوب الذي يصدرون سمهم القاتل والخطير المتمثل في الحشيش والأفيون والهروين وكل أنواع المخدرات بهدف إغراق العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب بسلاحهم المدمر الذي يستهدف الشباب والأسرة والمجتمع والوطن الجنوبي ككل لزعزعة الأمن والاستقرار وتدمير كل ما له علاقة بالقيم والأخلاق والهوية والانتماء للجنوب وحق شعبه في نيل استقلاله واستعادة دولته، ولكن يقظة الأجهزة الأمنية الجنوبية تصدت وبقوة لهذه المخططات والمؤامرات والقت القبض على المئات من مهربي ومروجي وتجار المخدرات وضبطت منذ مطلع 2015م مئات الأطنان من الحشيش والمواد المخدرة التي كانت في طريقها للعاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب.

وشهد الجنوب فعاليات وندوات وورش توعوية بخطر المخدرات في المدارس والجامعات والأندية الرياضية والأحياء الشعبية وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للتوعية بخطر المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، لكن ما زال هذا الخطر المدمر يشكل تهديدا لأبناء الجنوب ويتطلب تظافر الجهود الأمنية والمجتمعية والجهات المختصة في السلطات المحلية ووزارات التربية والأوقاف والتعليم العالي والشباب والرياضة لتتبنى خطابا توعويا وتنويريا تجاه الشباب والطلاب والأسرة والمجتمع كلل لنبذ هذه الظاهرة المقيتة والمخيفة والتي بدأت تنتشر في مجتمعنا الجنوبي كالنار في الهشيم ونتج عنها جرائم بشعة وأعمال قتل وفوضى وعنف تحت تأثير هذه المخدرات.

 

خطر المخدرات

لا يختلف إثنان بأن المخدرات بمختلف أشكالها وأنواعها تعد واحدة من أخطر الآفات الاجتماعية ومن أكبر المشاكل والتحديات التي تواجه مجتمعنا ومن أخطر القضايا التي تهدد أسرنا وشبابنا ومجتمعنا لذا وجب علينا حماية أنفسنا بالتصدى لهذه الآفة بكل الوسائل والأساليب.

 

آثار المخدرات

وجاءت الشريعة الإسلامية بتحريم المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها بالنصوص القرآنية والسنة النبوية وإجماع الأمة كونها مفسدة للضرورات الخمس فهي مفسدة للعقل والدين والنفس والنسل ولا تقتصر آثار المخدرات على إفساد هذه الضرورات وإنما تتعداها مخلفة ورائها مشكلات صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية.

وبما أن الفرد يعد نواة الاسرة والمجتمع، فلا بد من تعريفه وتذكيره وبشكل مستمر بالأضرار المترتبة على تعاطي المخدرات واسباب تعاطيها وطرق الوقاية والعلاج منها.

 

آثار صحية

ومن آثار تعاطي المخدرات الصحية أنها تؤدي لضعف الذاكرة وانخفاض في معدل الذكاء، وتؤثر سلباً على قوة الإبصار، كما تؤدي إلى اضطراب الجهاز التنفسي، وتقضي على أجهزة المناعة بالجسم فيصبح الجسم عرضة للأمراض كمرض الالتهاب الكبدي، بالإضافة إلى أنها تفقد متعاطيها القدرة على التحكم بنفسه مما قد ينتج عنه دخول المتعاطي بحالة هستيرية يكون خلالها غير قادر على التمييز يكره أسرته ومجتمع.

 

آثار اجتماعية واقتصادية

أما آثارها الاجتماعية والاقتصادية فتتراوح من الموت جراء تناول جرعة زائدة من المخدرات الى السلوك الإجرامي والانحراف المقترن بالجرائم بمختلف أنواعها، بالإضافة للإضرار بالأمن والعمل وزيادة حوادث الطرق، اما التأثير السلبي على الوضع الاقتصادي فيتمثل بالكلفة الباهظة لتعاطي المخدرات والكلفة الناتجة عن مكافحة العرض والتوعية وتشخيص والعلاج.

 

آثار نفسية

وتعاطي المخدرات قد يكون نتاج عوامل نفسية واجتماعية مثل وجود أصدقاء أو أقارب يتعاطون المخدرات، والمدخنين أكثر تعرضاً لتلك الثقافة، ويعد العامل النفسي من أهم العوامل تعاطي المخدرات إذ يقدم معظم المتعاطين على هذه التجربة نتيجة عجزهم عن التوافق النفسي نتيجة ضعف الشخصية والعجز عن الاستقلالية والميل إلى السلبية وفقدان العلاقات الاجتماعية وكذا الإصابة بمرض نفسي أو عقلي وكذلك مواجهة خبرات الفشل العاطفي أو الدراسي.

 

كيف نحصن شبابنا من ظاهرة إدمان المخدرات؟

يأتي دور الأسرة والمجتمع متمثلاً بمدارسه وجامعاته ومؤسساته في مواجهة ظاهرة الإدمان وذلك من خلال المتابعة المستمرة لسلوك الأبناء وخاصة في اماكن لهوهم مما يساعد على اكتشاف أي سلوك منحرف وفي وقت مبكر، مما يسهل عملية العلاج ويخفض الكلفة، واستيعاب طاقات الأبناء وتوجيههم لممارسة الأنشطة المختلفة، وعدم التمييز والتفرقة بين الأبناء، والاعتدال في التعامل مع الأبناء، ومساعدتهم على اختيار الأصدقاء، وكذا متابعة وملاحظة سلوك الأبناء، ورصد أي تغيير في حالتهم الصحية للاكتشاف المبكر لأية دلائل يعرف منها خلالها الميل نحو التعاطي مثل العصبية والعزلة عن الأسرة، وتغيير الاهتمامات والاصدقاء، تدهور الحالة الصحية والكسل وفقدان الشهية والمراوغة والكذب والسرقة، والتعامل مع التعاطي بنضج وفهم من قبل الأسرة، حتى لا تزداد المشكلة ونستطيع السيطرة عليها، وتشجيع المتعاطي من قبل الأسرة على مواصلة العلاج ودعمه نفسيا وحل مشكلاته التي كانت سبب في انحرافه، والتواصل مع الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم في كل ما يتعلق بالمخدرات باستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وشبكات التواصل الاجتماعي، وتوحيد الجهود وتكثيفها بين مؤسسات المجتمع المدني داخلياً وخارجياً لمكافحة هذه الآفة بكافة الوسائل الممكنة.

 

توحيد الجهود لاجتثاث المخدرات

إن مكافحة المخدرات يتطلب يقظة أمنية في نقاط التفتيش والأحياء يلازمها صحوة مجتمعية وكل مواطن يكون عينا ساهرة والابلاغ للأجهزة الأمنية عن أماكن بيع المخدرات ومروجيها ويقع دور كبير على الجامعات والمدارس للتعليم العام وعلى أئمة المساجد والنوادي والمنتديات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإبداعية والشبابية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها للتوعية بمخاطر ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات وأضرارها السلبية على المجتمع والوطن الجنوبي وأمنه واستقراره.



شارك برأيك