آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:22:37:07
خطورة الوضع الراهن على القضية الجنوبية
(الأمناء نت /الدكتور/مناف الهتاري )

من المعلوم انه ليس هناك مصدر دقيق لنقل الأخبار التي تشخص الداء وتضع الدواء او العكس لان هذا ما تصنعه دوائر صنع القرار في العالم ومن المعروف لدى الجميع أن الخطاب المتشنج والموجه ضد اي أحزاب او كيانات شاركت في مشاورات الرياض وأصبحت جزء من المجلس القيادي الرئاسي خطابا ممنوعا وفقا وما ورد في البيان الرئاسي فيما يخص الإعلام وهو الأمر الذي يقف خلفه دول التحالف وله اجندات وأهداف لإرادات داخلية وخارجية في معظمها لا علاقة لها بقضية اليمن برمته شماله وجنوبه بقدر ما هي مرتبطة بمصالح الدول الكبرى التي تخوض معركة صراع الاقطاب على مستوى العالم ويهمها المحافظة على مواردها الاقتصادية من الطاقة وغيرها في الشرق الأوسط والخليج العربي لذا رأينا تغيرا ملحوظا في كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني والذي بدوره هو الذي يسيطر ويؤثر إقليميا وعالميا وذلك عبر اذرعه في المنطقة العربية سواء في سوريا او العراق او لبنان او اليمن ولقد أصبح موقف دول المنطقة ضعيفا امام إيران وسارعة لعقد حوارات كثيرة أمنية واقتصادية منها ما اعلنته ومنها ما تم تسريبه وذلك  وفقا والمتغيرات الجارية على مستوى العالم لذا سوف تستمر ضبابية الموقف تجاه الكثير من القضايا في المنطقة وعدم حلحلتها والوصول بها إلى استقرار سياسي وتوافق لإنهاء النزاعات وستبقى هكذا، وبالنسبة لليمن ستستمر الجهود الساعية لبقاء الهدنة لاطول فترة ممكنة في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الحرب في أوكرانيا سياسيا واقتصاديا خصوصا مع أوروبا  وهناك تداعيات خطيرة في حال استمرار الحرب الاوكرانية إلى نهاية العام فمستحيل ان تستمر المهدئات والمسكنات التي تمارسها أمريكا وبريطانيا واذرعها في المنطقة خصوصا ان حلفاء لروسيا ك(الصين وكوريا الجنوبية) لهم أهداف لا تقيدها اشتراطات الغرب وتهديداته لهما وهو الذي لو حدث سيلقي بظلاله على العالم برمته وليس عالمنطقة العربية فقط....
الكلام يطول في الكثير من الملفات  ولكن علينا كجنوبيين السعي بكل قوة لفرض مشروع تصالح جنوبي جنوبي بأي طريقة كانت حتى لا نكرر خطأ الوقوع في الاحتراب الداخلي؛ الجنوبي الجنوبي الذي سيزيد النسيج الاجتماعي الجنوبي تمزقا وانقساما، وهو ما تسعى اليه القوى في الشمال لانه الطريقة الوحيدة التي من خلالها يمكن اضعاف القوى المنادية بفك الارتباط واستعادة الدولة جنوبا، وسبق وان توصلت إلى قاعدة مفادها ان (لا وحدة بدون الضالع ولا جنوب بدون أبين) وعلى الجميع في الشمال والجنوب أن يفهموا ذلك جيدا ويستوعبوا طبيعة المرحلة الحالية محليا و إقليميا ودوليا، 
وكان ردي على مقالتي تلك ان حلها بالنسبة للجنوبين مشروع تصالح ضرورته ملحة جدا ومن خلاله تتحقق الأهداف المنشودة مهما كانت الخيارات اما بالنسبة للشمال فحل ذلك يكمن في تعزيز الانقسام بين الضالع وابين او ما دأبوا على تسميته صراع قوى المثلث(يافع الضالع الصبيحة) مع البدو اي (أبين وشبوة)
الأمر الذي سيدفع  احد الفريقين لتقديم تنازلات لاعداء القضية الجنوبية؛ او يدفع أحدهما الى الدخول في تحالفات مع قوى ومكونات شمالية للاستقواء على الآخر، 
ومن المعلوم لدينا ان اتفاق الرياض نص على دمج قوات الأمن لتخضع لوزارة الداخلية ودمج الجيش والمقاومة لتخضع لوزارة الدفاع والآن هناك ضغط من التحالف للتنفيذ؛ ونحن نقول بالمقابل ان اتفاق الرياض  نص على إخراج قوات المنطقة الثانية من المنطقة الجنوبية الشرقية؛ والتوجه بها إلى نقاط الاشتباك مع الحوثيين؛ وفي الحالة الأولى علينا أن نقر ان الدمج معناته تكسير مخالب وانياب الإنتقالي وان إخراج القوات الشمالية من المنطقة الجنوبية الشرقية حسب ما نص عليه الإتفاق هو تقليص دور قوات محسن الأحمر في حماية آبار النفط والسؤال من سيكون البديل؟ واعتقد جازما ان الخطة تم رسمها وتحديد معالمها من قبل بريطانيا وأمريكا وحلفائها في المنطقة بما يحفظ مصالحهم في تأمين باب المندب والسيطرة على حقول النفط والغاز في اليمن لاطول فترة ممكنة وإدخال القوى الفاعلة في صراع سياسي وعسكري يتحرك بالريموت كنترول وبعيدا عن باب المندب ومصالح الغرب؛ والأكثر حظا في الشراكة مع الغرب هم من لهم باع طويل في التآمر على ثروات الشعب سواء في الشمال او الجنوب. 
ان ما يمكننا قوله من الحقائق هو القليل مما نعرف والكثير نجهله فحدود التفكير وقراءة الواقع الجيوسياسي هو ما يمكنه ان يلهمنا بعض الأفكار اما المؤسسات الدولية والتي تعبث بقرارات شعوب العالم الثالث وتفرض ما تراه في صالحها من أنظمة لا وزن لها ولا قيمة ولا تملك صنع القرار وفي الأصل غير متجانسة مع بعضها البعض كما هو حال مجلس القيادة الرئاسي الحالي فيه شركاء متشاكسون وهي الغاية التي أرادها من يدير ويتحكم بأدوات الصراع في المنطقة والعالم ...

كتب د مناف الهتاري



شارك برأيك