آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
الانسحاب الروسي من سوريا... فرصة قصيرة لإسرائيل لكبح إيران
(الامناء نت / متابعات)

اعتبر يعقوب ناجيل، المستشار الأمني لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو والباحث الأمريكي جوناثان شانزر من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، أن خفض انتشار القوات الروسية في سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا يمثّل فرصة لإسرائيل لإخراج القوات الإيرانية من سوريا.

بين رحيل روسيا، وأزمة لبنان، والعقبة الأخيرة في المفاوضات النووية، قد يكون لدى إسرائيل فرصة قصيرة للحد بشكل كبير من التهديد الإيراني في سوريا

 وكتب الباحثان، في تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن رحيل القوات الروسية من سوريا، سيدفع طهران إلى ملء هذا الفراغ، لكن اسرائيل لن تسمح بحصول ذلك.

وأشارا إلى أن الحدود السورية الإسرائيلية، وكذلك القواعد والمرافق الرئيسية في سوريا، شهدت اشتباكات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفيما يواصل النظام الإيراني بناء قدراته لاستهداف إسرائيل من هذه المنطقة التي مزّقتها الحرب، تستمر إسرائيل في تقويض تلك القدرات.

خطر وفرصة في آن واحد
وأكد الباحثان أن اسرائيل تخوض ما تسميها "الحرب بين الحروب"، للإضرار بقدرات إيران في لبنان وسوريا وفي أي مكان تستعد فيه الجمهورية الإسلامية لشنّ حرب ضد إسرائيل.

واعتبرا أن خروج روسيا من سوريا يشكل الآن خطرًا وفرصة لإسرائيل، إذ من الواضح أن الإيرانيين يسعون لملء الفراغ في الأراضي الرئيسية التي أخلتها روسيا، لكن مثل هذه الخطط يمكن التنبؤ بها، ويمكن للعمليات العسكرية الإسرائيلية أن تجبر الإيرانيين على الخروج.
وأشار إلى أنه دون الروس وأنظمة دفاعهم الجوي المتقدمة، يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي أن يتمتع بحرية أكبر للمناورة.

ترحيب سوري
وأوضحا أنه بعد سنوات من الاتفاق المبرم بين إسرائيل وروسيا حول تفادي الصدام بينهما في سوريا، يمكن للجيش الإسرائيلي الآن أن يضغط من أجل مصلحته، مشيرين إلى أنه مع تركيز الروس على أوكرانيا، فإن عدد العمليات الجوية العسكرية الإسرائيلية في سوريا زاد بالفعل ومن المرجح أن يتكثف قريبًا.

ورجّحا أن "يرحّب نظام الأسد بتكثيف الحملة الإسرائيلية ضد الإيرانيين، معتبرين أن النظام الإيراني "تجاوز مدة الترحيب به في سوريا، خاصة وأنه ينتهك سيادة البلاد ويعرقل علاقاته الدبلوماسية مع العالم العربي".

وقالا: "تؤيد العديد من الدول العربية البراغماتية التخلص من القوات الإيرانية من سوريا في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة بعد سنوات من الاضطرابات".

الإضرار بصورة "حزب الله"
لكنهما استدركا أنه "حتى لو طردت إسرائيل إيران من سوريا، فإن إنتاج "حزب الله" من الصواريخ الدقيقة في لبنان لا يزال يمثل تهديدًا لا يمكن لإسرائيل تجاهله".

وأشارا إلى أن حرب اسرائيل مع "حزب الله" اللبناني ستكون "سيئة كثيرة بالنسبة للبنان، الذي يتأرجح حاليًا في أزمات سياسية واقتصادية، إذ يدرك حزب الله أن حربًا مدمرة في لبنان ستضر بصورته، ناهيك عن قدراته".

رسالة لإيران و"حزب الله"
ولهذا أوضحا أن رسالة إسرائيل يجب أن تكون الآن "مصممة ليس فقط لحزب الله ولكن للنظام في طهران"، مشيرين إلى أنه في عام 2009، وجه المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي جيشه للاستثمار بكثافة في الذخائر الموجهة بدقة.

وأضافا أن الجيش الإسرائيلي أعلن مرارًا أن الصواريخ البالستية الموجّهة هي ثاني أخطر تهديد لإسرائيل، بعد برنامج إيران النووي"، لكن إذا وقعت الولايات المتحدة الاتفاق النووي الذي يلوح في أفق معيب شديد مع إيران، فإن "تخفيف العقوبات الهائل الذي تحصل عليه طهران سيكون بمثابة نعمة للجهود العسكرية الإيرانية".

وختما أنه "بين رحيل روسيا، وأزمة لبنان، والعقبة الأخيرة في المفاوضات النووية، قد يكون لدى إسرائيل فرصة قصيرة للحد بشكل كبير من التهديد الإيراني في سوريا والبنية التحتية لإنتاج صواريخ عالية الدقة في لبنن، ويمكن دعم ذلك بمساعدة سياسية ودبلوماسية من واشنطن وباستثناء هذه المساعدة يجب على إسرائيل أن تعمل بمفردها".



شارك برأيك