آخر تحديث :الثلاثاء 19 مارس 2024 - الساعة:13:48:24
30 نوفمبر.. نقلة نوعية في التحرر الوطني أعادت للجنوب الروح والحرية بعد 129عامًا من الاحتلال ..
جنوبيون يتحدثون لـ"الأمناء" عن ذكرى نوفمبر ويوجهون عددًا من الرسائل
("الأمناء" استطلاع/ مريم بارحمة:)

ما مقترحات وتصورات شعب الجنوب للخروج من هذه الأزمة؟

المؤامرات والحروب التي تمارس ضد شعب الجنوب لن تكسر عزيمته

سيبقى 30 نوفمبر يومًا خالدًا في تاريخ الجنوب ونبراسًا يشع بالأمل للجيل الحالي والمستقبل

هل كانت اليمننة خيارًا موفقًا للجنوب؟

 

"الأمناء" استطلاع/ مريم بارحمة:

حلت الذكرى الـ(54) للاستقلال الوطني المجيد وطرد آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في الـ 30 من نوفمبر 1967م.

ذلك اليوم الخالد الذي رسم وسطر المناضلون الأبطال بدمائهم الزكية أروع ملاحم الفداء والبطولة والدفاع عن الوطن, يمر شعب الجنوب بمنعطف تاريخي مهم والمؤامرات التي تحاك ضده من أعدائه، وتمارس عليه حروب عدة منها حرب الخدمات, ووصلت الحرب إلى لقمة العيش بانقطاع الرواتب وغلاء المواد الغذائية الأساسية, لكن ما زال الأمل يحذوه للوصول إلى هدفه المنشود فالشعب الأبي لن يركع ولن يخضع ولن يحيد عن هدفه السامي واستعادة دولته, ولن تنكسر عزيمته.

وبمناسبة هذه الذكرى الخالدة نستطلع آراء شعب الجنوب لمعرفة ماذا يعني ويمثل لهم يوم نوفمبر يوم الاستقلال المجيد؟ وهل كانت اليمننة خيارًا موفقا للجنوب؟ وأين أخطأ رواد الاستقلال وقادة الجنوب حتى صار حال الجنوب العربي إلى ما هو عليه اليوم؟ وما مقترحات وتصورات شعب الجنوب للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها الجنوب؟

 

الانعتاق من الاستعمار البغيض

ويقول د. فيصل حسين ناصر البعسي: "يكفي القول إن يوم 30 نوفمبر هو يوم الاستقلال الوطني الأول، ذلك اليوم العظيم الذي استطاع فيه شعبنا الجنوبي العظيم الانعتاق من ربق الاستعمار البغيض واستعاد فيه حريته واستقلاله وسيادته على أرضه, وتحت سماه بعد تضحيات جسام، ورغم إرهاصات الثورة والثوار بعد الاستقلال وإخفاقات وأخطاء الرفاق في مرحلة البناء الوطني إلا أن 30  نوفمبر1967م بقي وسيبقى يوما خالدا في تاريخ شعبنا, ونبراسا يشع بالأمل للجيل الحالي ولأجيال المستقبل من أجل مواصلة مسيرة النضال والتحرير ونيل الاستقلال الثاني ومن أجل بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الديمقراطية الحديثة".

ويرى أن "يمننة الجنوب العربي غلطة كبرى ارتكبها رفاق الجبهة القومية في حق الوطن دفع شعبنا الجنوبي ثمنها غاليا فكانت سبب ما سمي بالوحدة اليمنية وهي الكارثة التي حلت على الجنوب وشعبه وكانت أهم أسباب تخلفهما عن ركب الحضارة البشرية لعشرات السنين، وتصحيح هذه الغلطة بالخلاص من اليمننة والوحدة واستعادة دولتنا وهويتنا العربية الجنوبية الاصلية".

ويوضح أخطاء رواد الاستقلال الأول أو النخب السياسية الجنوبية التي تولت حكم الجنوب بعد الاستقلال قائلا: "ثلاثة أخطاء جسيمة ارتكبتها أولها اليمننة والتي سبق شرحها، أما الخطأ الثاني فيتمثل في اختيار النهج الاشتراكي والمبالغة في تطبيق هذا الخيار وفرضه على شعبنا رغم انه لا يتناسب مع طبيعة شعبنا وثقافته وعقيدته بل ويتعارض كليا معها ومع طبيعة الموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا وما يوفره هذا الموقع من فرص اقتصادية وتنموية كبيرة وخاصة مع العدد المحدود للسكان في ذلك الوقت، والخطاء الثالث فيتمثل في استعداء دول الإقليم ودول الثقل الاقتصادي والتجاري بالعالم مما أدى لضياع فرص اقتصادية وتنموية تحت شعارات أممية بعيدة كل البعد عن واقع وطبيعة شعبنا العربي المسلم، وهي أخطاء سياسية واقتصادية جسيمة أضاعت على شعبنا فرص اقتصادية وتنموية كبيرة كان يمكن استغلالها في سبيل رخاء وازدهار الجنوب وشعبه".

وعن خيارات شعب الجنوب قال: "لا خيار أمام شعبنا الجنوبي اليوم إلا مواصلة النضال والكفاح حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية الوطنية الجنوبية وإقامة دولته الجنوبية الديمقراطية الفيدرالية الحديثة على كامل حدوده الوطنية المعروفة قبل 21 مايو1990م". مؤكدًا أنه "بقدر ما أثبت النظام الفيدرالي نجاحه لدى عدد من الشعوب والدول الحديثة فإنه بالنسبة للجنوب يعد النظام الأفضل والأكثر ملاءمة بموجب معطيات وشواهد التاريخ القديم والحديث والمعاصر".

 

اليمننة.. خيار غير موفق للجنوب

وترى الأستاذة إشتياق محمد سعد أن "ثمن الحرية باهض الثمن ولا يبحث عنها إلا الكرماء الأحرار؛ لذلك يمثل لنا نوفمبر الحرية والسيادة والعيش بكرامة وأمان في وطننا، فيما لم تكن اليمننة خيارا موفقا للجنوب بل هي غاية في الخطأ وجريمة بحق الشعب الجنوبي، والخطأ الفادح كذلك أنهم أوقعونا في الوحدة دون رؤيا مستقبلية واضحة".

وأضافت: "للخروج من هذه الأزمة يكون بوحدة الصف، ولا بد أن تجمعهم طاولة مستديرة واحدة للحوار الجنوبي الجنوبي, الكل يمثل الوطن الجنوبي, ويجب أن يغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة, ويتنازل كل للآخر بما تقضيه مصلحة الوطن للوصول إلى الهدف بسلام".

 

أصعب المراحل التاريخية

ويتحدث د.حسين مثنى العاقل قائلا: "تحل علينا الذكرى الـ54 للاستقلال المجيد, وشعبنا الجنوبي وقضيته السياسية العادلة, تمر بأصعب المراحل التاريخية وأكثرها تعقيدًا وأشدها تكالبًا لمراكز القوى اليمنية الإرهابية وحلفائها الطامعة في الهيمنة والاستبداد على حياة شعبنا وانتهاك حريته وكرامته الإنسانية، بالإضافة إلى نزواتها العدوانية في نهب ثرواته السيادية".

وأشار إلى أنه "كان يومًا عظيمًا صنعه المناضلون والفدائيون الأبطال، ورسموا لوحته المهيبة بتضحيات الشهداء الأبرار ولونتها دماء الجرحى الشجعان".

ويؤكد أن "اليمننة كارثة وخديعتها القسرية للدولة الجنوبية، فقد كانت بحق عبارة عن خطيئة تاريخية، كان وما زال شعب الجنوب العربي يدفع ثمن عواقبها ومشكلاتها حتى اليوم، وربما لا سمح الله في المستقبل حتى يتمكن بمشيئة تعالى من تصحيح تلك الخطيئة التاريخية، التي لم تكن خيارا سياسيا مناسبا لمعظم مناضلي الجبهة القومية من أبناء الجنوب العربي، وإنما فرضتها قوى سياسية شمالية لتجعل منها مطيتها وضالتها لتحقيق أهدافها في حكم اليمن القبلي".

وتابع: "ومن تلك الخديعة التي وقعت بها قيادة الجنوب العربي، التي لم تدرك أبعاد المؤامرة اليمنية، بتغيير اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 22 يونيو 1969م، حيث كان ذلك التغيير سببًا رئيسًا في عدم استقرار الأوضاع السياسية في عاصمة الجنوب عدن، وشهدت صراعات دموية غير مبررة، وتعرضت لضربات موجعة، نتيجة تلك الخديعة التي كانت السبب الحقيقي لكل ما حدث منذ ما بعد الاستقلال وحتى يومنا هذا".

ويرى: "أنه رغم الانتصارات والإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والنهضة الثقافية والتعليمية، فضلًا عن ترسيخ نظام القانون والعدل والمساواة والتنمية الاقتصادية، التي شهدتها مختلف مناطق الجنوب الممتدة من المهرة شرقًا إلى جزيرة ميون غربًا في عهد دولة الجنوب المستقلة، إلا أن خديعة وحدة الضم والإلحاق في 1990م المشؤومة، كانت هي الأخرى الضربة القاضية لتدمير واجتثاث مكاسب ومنجزات دولة الجنوب وتطلعات أبنائها في التطور والنماء".

ويقترح للخروج من كل هذه المصائب والكوارث السياسية والاجتماعية التي حلت على شعب الجنوب من بعد جريمة الوحدة الاندماجية وما ترتب عليها من مخططات لاحتلال أراض الجنوب التي مورست من قبل نظام صنعاء القبلي المتخلف في 94م: "توحيد ارادتهم السياسية وتعزيز مواقفهم النضالية وقناعاتهم الوطنية المخلصة لعدالة قضيتهم المشروعة، تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أصبح اليوم الكيان السياسي المفوض شعبيًا واجتماعيًا وعسكريًا، ولديه الحاضنة الشعبية والإمكانيات السياسية والعسكرية على استكمال أهداف الثورة الجنوبية التحررية، وقيادته هي الموثوق فيها على استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة السيادة".

ودعا العاقل: "مناضلي شعبنا ومكوناته السياسية المتناثرة في أرض الشتات، إلى أن تدرك حجم المخاطر المحدقة بوطنهم الجنوبي، وأن تستوعب مد ممارساتها الخاطئة في ما تقوم به من أعمال مناهضة لأهداف قضية شعبنا العادلة، وأن التاريخ لن يرحم كل من تستهويه النزوات الذاتية بعد كل هذه المحن والويلات، التي يجب ان تعلم منها دروس لحاضرنا ومستقبلنا".

واختتم حديثه: "بالرحمة والخلود لشهداء شعبنا الجنوبي، والشفاء العاجل من الله للجرحى، وأن يفك أسْرانا، ويحقق لمناضلينا الجنوبيين النصر المبين".

 

30 نوفمبر أعادت الروح للجنوب

فيما يقول الإعلامي أحمد علي مقرم من حضرموت: "يمثل 30 نوفمبر المجيد نقلة نوعية في التحرر الوطني إذ كان للجنوب مكانة عظيمة, أعادت له الروح والحرية بعد مضي 129 عامًا من الاستعمار البريطاني".

ويرى أن: "اليمننة أصبحت خيارًا غير موفق حيث اختلاف الهوية ونظام الحكم والعادات والتقاليد هي أبرز نقاط الاختلاف بين الشعبين فاستعادة الأصل هو المعترك الحقيقي في دحر اليمننة عن الجنوب العربي".

وتابع: "لقد أخطاء رواد الاستقلال عندا جلبوا للجنوب قوى وقيادات تقليدية يمنية وتصدروا المشهد السياسي وصاروا انعكاس سلبي للنظام اليمني الشمالي وعرفوا مكامن القوة والضعف واوصلونا إلى هذا الحال الذي يندى له الجبين".

ويقترح للخروج من هذا المأزق: "العمل على تهيئة المناخات والظروف نحو بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي الحديثة من المهرة إلى باب المندب بعيدا عن الشكليات والتقليدية, والتركيز على الهوية الجنوبية من خلال غرس قيم ومبادئ أصيلة عرفها الجنوب العربي منذ الأزل والتي دمرتها قوى الهيمنة اليمنية في عقود حكمها العجاف".

 

نكاية وانتكاسة

وتؤكد الأستاذة فاطمة ثاني أحمد من سقطرى: "أن 30 نوفمبر الخالد، ورحيل آخر جندي بريطاني من عدن مناسبة عظيمة للاحتفال وتذكر شهدائنا الأحرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية  لقطف ثمار الحرية والانعتاق من الاستعمار البريطاني البغيض".

وأضافت: "لم تكن اليمننة خيارًا موفقا بل سارت نكاية وانتكاسه أخرى وقع فيه شعب الجنوب حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من الجوع والإذلال وعدم الاستقرار، وأخطاء رواد الاستقلال وقادة الجنوب عند قبولهم للاندماج مع دولة الشمال تحت مسمى الوحدة المشؤمة التي صادرت حرية شعب الجنوب وأسلبت حقوقهم, وصادرت أراضيهم وممتلكاتهم, واستثمرت كل خيرات الجنوب وثرواتها لصالح الشمال, وكذا التهميش الممنهج وصل حال الجنوب وحالنا إلى ما هو عليه حاليا".

وترى للخروج من تلك الأزمة: "الاستمرار بالنضال والدفاع بكل الوسائل المشروعة المتاحة, والوقوف إلى جانب كل مناضل غيور على وطنه وتوحيد الرأي من كل القوى السياسية الجنوبية نحو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة".

 

قيادة المرحلة

أما الأستاذ عبدالله علي لحقد فيقول: "بلا شك إن يوم الاستقلال 30 من نوفمبر يمثل ذكرى عزيزة وغالية في حياتنا, بما تعنيه من دلالات ومعاني سامية, فيها تكللت نضالات شعب الجنوب العربي بالنصر والتمكين من استقلال الوطن, ونيل حريته, واشراقة عهد جديد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عهد التحرر من التبعية الاستعمارية وتوحيد الجنوب تحت علم واحد ودولة واحدة والشروع في ترسيخ دعائم الدولة المدنية".

ويشير إلى أن: "هذه الدولة الوليدة واجهت صراعات داخلية بين عدد من التيارات التي كانت انعكاس لمرحلة ما قبل الاستقلال تأثرت بموجة المد القومي العربي وتأثيراته الاقليمية فكان الغالب هو تيار يمننة الجنوب على اعتباره جزء من الوحدة القومية العربية واشتعال جذوة صراع قطبي العالم ولم تكن هناك لا القوة ولا التأييد لدعم معارضة هذا المشروع, الذي أصبح شعار الحزب المنفرد بالسلطة بحكم تأثير قيادات شمالية على دفة العمل السياسي حينها, ودعم حلفاء الدولة اقليميا وعالميا ناهيك عن الدولة الجنوبية حديثة العهد التي تكونت من توحيد أكثر من 21 إمارة ومشيخة وسلطنة كانت قبيل الاستقلال".

وأضاف: "وحدة الاداة السياسية وقيادة المرحلة يتحملها المجلس الانتقالي الجنوبي بعد التفويض الشعبي الكبير في 4 مايو 2017م وبمشاركة مسؤولة من جميع مكونات العمل السياسي الجنوبي التي يجمعها هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها الدولية ما قبل مايو 1990م".

 

إنهاء المناطقية

وترى الأستاذة إيمان أحمد بحرق من لحج: "أن يوم 30 نوفمبر وهو عيد وطني يعني لنا الحياة الكريمة والأمن والاستقرار لأجيال المستقبل، وفي هذه الظروف التي نمر بها إننا بحاجة إلى 30 نوفمبر إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية".

وتقترح للخروج من الأزمة: "اتفاق جميع الأطراف ووضع الوطن فوق مصالحهم والعمل على إنهاء المناطقية وبناء الاقتصاد لما لذلك من أهمية في تحسين الحالة المعيشية للمواطن، والعمل على بناء المؤسسات بكافة مسمياتها المدنية والعسكرية في ظل هذه الظروف لأن لا دولة بدون مؤسسات، والآن صارت الحرب اقتصادية وهي أشد ضراوة من سابقاتها".

 

شبوة تعاني الظلم والاعتقال والاخفاء

وتقول الاستاذة عيشه احمد علي ناصر من شبوة: "نحتفل بالذكرى الـ54 من 30 نوفمبر بمحافظة شبوة في ظل الظروف الراهنة والمعاناة التي يعاني منها المواطنون من والظلم والقهر والاستبداد والاعتقال والاخفاء القسري".

وتضيف: "نحن أبناء شبوة التي تعد من المحافظات الغنية بالنفط تعاني المرأة الحرمان من أبسط حقوقها.. حقها في التعليم والصحة والأمان والعيش بكرامة وحرية فأصبحنا في محافظتنا كالغرباء والأولوية لأبناء الشمال في كل شيء داخل محافظتنا".



شارك برأيك