آخر تحديث :الثلاثاء 23 ابريل 2024 - الساعة:14:55:53
على طريق الاستقلال الثاني ..
تقرير لـ"الأمناء" يسلط الضوء على أهمية الذكرى الـ(54) لعيد الاستقلال ودلالاتها التاريخية على مستقبل الجنوب..
("الأمناء" تقرير/ عــــلاء عــــادل حــــنش:)

فجر الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي الـ(30 من نوفمبر) العظيمة، تهل علينا صباح اليوم لعام 2021م وسفينة الجنوب تسير بسرعة فائقة صوب هدف شهداء الجنوب وجرحاه، والمُتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، رغم المصاعب الجمة التي تحيط بالجنوب وأبنائه على كافة المستويات.

وتأتي تلك الذكرى العظيمة وشعب الجنوب يخوض أشرس معاركه الوطنية خدماتيًا وعسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، مؤكدًا أنهُ شعب صلب، لا يقبل الهوان أو الانكسار، ولن يرضى بغير استقلالٍ كاملٍ غير مشروط أو مؤجل، وهي رسالة واضحة وشديدة للعالم أجمع.

 

لمحة تاريخية

اليوم يحتفل أبناء الجنوب بذكرى عيد الاستقلال الوطني الجنوبي الـ(30 من نوفمبر)، والتي تتزامن مع طرد آخر جندي بريطاني من العاصمة عدن في 30 نوفمبر 1967م بعد احتلال دام (129) عامًا، في يوم أشرقت فيه شمس الحرية والاستقلال وأعلن فيه ميلاد مرحلة جديدة لدولة الجنوب حتى جاءت الوحدة اليمنية لتدمر كل ما بُني في سنوات قليلة، يحتفل الجنوب اليوم بهذه المناسبة وهو قاب قوسين أو أدنى من استقلاله الثاني بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي رغم الحرب التي يواجهها.

ويُعد عيد الاستقلال الوطني علامة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث يجسد نضال الآباء، وعظمة انتصاراتهم وعزيمتهم البطولية للتحرر من الاستعمار البريطاني.

وتُعتبر ذكرى 30 نوفمبر، وكذا ذكرى 14 أكتوبر، مناسبتان عظيمتان على الإطلاق في تاريخ شعب الجنوب؛ كونهما هزمتا جبروت محتل ظل جاثمًا بكل ثِقَله على صدر أبناء الجنوب لما يربو عن (129 عامًا)، لتجسد هاتان الثورتان التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء الجنوب آنذاك، حيث جسّدت ثورة 14 أكتوبر الروح الوطنية لدى أبناء الجنوب، وكفاحهم المسلح الذي واجه دولة متقدمة بكامل عتادها المتطور، لكن إرادة الشعوب وحدها من تنتصر، وهو ما حققه الجنوبيون بعد اندلاع شرارة أكتوبر من جبال ردفان الشماء عام 1963م، ليتمخض عنها الانتصار الأعظم بطرد آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م، بعد أن استمرت ثورة أكتوبر زهاء (4 أعوام).

 

سياسيون يتحدثون لـ"الأمناء"

"الأمناء" أجرت لقاءات مع سياسيين وأكاديميين للحديث عن ذكرى نوفمبر، ومستقبل الجنوب في الوقت الراهن، وبدأناها مع أستاذ التداولية وتحليل الخطاب بجامعة عدن، أمين عام المفوضية الجنوبية لمكافحة الفساد د. صالح الوجيه، الذي تحدث عن أهمية ذكرى نوفمبر بالقول: "أهنئ بمناسبة الذكرى الـ(54) ليوم الاستقلال المجيد قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وشعب الجنوب الحر، وكل مناضليه، والرحمة على أعمدة النصر شهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا، في الثورتين الجنوبيتين الأولى والثانية. أما عن أهمية ذكرى نوفمبر فهي تجسد قضية شعب ناضل وكافح ضد الاستعمار البريطاني؛ لينجز حريته واستقلاله في هذا اليوم الأغر يوم النصر يوم الحرية يوم رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب، وفي هذا اليوم نتذكر دائماً نشوة النصر والحرية، وتلك المنجزات العظيمة التي تحققت لشعب الجنوب في دولة ديمقراطية مدنية شهد لها القاصي والداني، وفي هذا اليوم يتعاطى شعب الجنوب مع مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ شعبنا بالجنوب في الوقت الراهن، إذ يأتي نوفمبر 2021م في سياقات كبرى ومقام حرب وصراع يخوضها شعب الجنوب من جديد ضد غازٍ متخلف لا يعرف من الحياة غير النهب والفيد، فحلت القبيلة محل المدنية، وبهذا يكون حديثنا عن نوفمبر اليوم؛ لنربط بين مرحلتين ثوريتين تجلَّت الأولى بحقيقة تاريخية وسياسية وثورية هي حقيقة جمهورية اليمن الديمقراطي الشعبية، وقد مثلت هذه المرحلة صورة للتقدم وللتنمية والتعليم والثقافة والهوية، وهي الصورة المرجوة اليوم نرجوها في هذه المرحلة العصيبة من حياة شعب الجنوب والتي تُشكل النقيض السلبي المخالف للقيم الإيجابية التي تولدت في عهد ما قبل وحدة الاحتلال والتي لم ينل منها شعب الجنوب إلا الويلات وأنجزت قيم السلب، وهنا يأتي البعد الاسترجاعي لمنجزات نوفمبر 1963م منجزات النظام والقانون والمؤسسات".

 

مفترق طرق

وأضاف لـ"الأمناء": "يقف الجنوب بمرحلة ثورية وعلى مفترق طرق بين الثورة والدولة، حيث يتطلع شعب الجنوب اليوم إلى استعادة دولته المغدورة والمنهوبة، ومن هنا يتوازى الطموح الوطني بين ثورتي الجنوب بين الأمس واليوم، وحتماً سينتصر خط التوجه الثوري بالجنوب؛ لينجز خط الدولة المدنية خاصة في هذه المرحلة التي يخوض فيها شعب الجنوب مرحلة صراع وحرب مع قوى متعددة في الداخل (إخوانية حوثية إرهابية) وقوى تمولها في الخارج (إيرانية تركية)، وهنا يعوِّل شعب الجنوب على قيادته السياسية بقيادة الرئيس الزبيدي وهي تخوض معارك متعددة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ومع هذه المعارك الشرسة والقوية تتجلَّى انتصارات متعددة بكل المستويات".

وتابع: "نحن أقوياء على الأرض وأقوياء في التفاوض، فالجنوب آت آت، وسيكون نوفمبر متجدداً وشاهداً على ارتباط شعب الجنوب بالحرية وحدها، وسيبقى السياق العام لشعب الجنوب هو الثورة والدولة التي تنجز تطلعات شعب الجنوب الثائر".

 

استعادة دولة الجنوب والمتغيرات الراهنة

واستطرد الوجيه: "شعب الجنوب أبي وحُر تتوافق إرادته وتنسجم مع إرادة قيادته الثورية الوطنية، فالزبيدي رائد الحركة الثورية في الجنوب، وهو أول من دعا إلى الثورة وأعلن الكفاح المسلح ضد غزاة الجنوب بعد حرب 94م فقد أنشأ حركة تقرير المصير (حتم) وحكم عليه المحتلون بالإعدام مع رفاقه، ولكن إرادته الثورية وعزيمته كانت له قوتاً وزاداً يمدانه بالقوة والشدة، واستمر مع رفاقه ثائراً محارباً وأسس المقاومة الجنوبية ودعا لمواجهة المد الحوثي وقوات الاحتلال قبل أن يعلن التحالف العربي عاصفة الحزم، واستمر في النضال حتى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي ومضى يجسد نضاله تطلعات شعب الجنوب، وتوافقت إرادته مع إرادة شعب مكافح؛ ليعكس ذلك في عمل المجلس الانتقالي الذي حمل على عاتقه استعادة دولة الجنوب وهو يخوض حرباً على مستويات متعددة، فبعد أن حقق الانتصارات على الأرض وحررت المقاومة الجنوبية محافظات الجنوب المحتلة من قبل الحوثي وقوى الإرهاب، فها هو الانتقالي بقيادة الرئيس الزبيدي يخوض حرباً في جبهات السياسة، إذ يتفاوض مع حكومة الفساد الإخوانية التي تعمل بكل جهدها على حرب الخدمات التي تفتعلها في الجنوب؛ لتركيع شعبه ولكن بعزيمة الشعب وإصرار القيادة تسير سفينة الانتقالي وكل القوى الحية مبحرة بالقضية الجنوبية متجاوزة بها الشواطئ المحلية وتتقدم بها إلى المحافل الدولية بعد أن مرت بالشواطئ العربية".

وأضاف: "الرئيس الزبيدي ومعه فريق التفاوض في الرياض بدعوة كريمة من حكومة المملكة العربية السعودية وبمباركة دولية وعربية لإنجاز اتفاق الرياض كمرحلة أولى للسير بالجنوب نحو استعادة الدولة بحدود ما قبل 22مايو، ولكن السياسة تحتاج حالة من المرونة مع ثبات الأهداف، فقيادتنا تسير وفق خطة مزمنة تتوافق مع تطلعات شعب الجنوب أولاً، وتوازي المتغيرات على الساحة المحلية والعربية والدولية، فتوافد الممثلين الدوليين على عدن خير دليل على ذلك، وهنا نؤكد على دور المجلس الانتقالي وقدرة قيادته وحرصها على الوصول بالقضية الجنوبية إلى مكانتها الحقيقية، وقريباً نكون على مشارف الدولة والقادم أجمل".

 

قضية الجنوب والمجتمع الإقليمي والدولي

وأكد الوجيه أن "الانتقالي يسير بخطى وطنية واضحة وصادقة همُّه الوحيد استعادة الدولة وتحقيق الاستقلال وقد تحمَّل على عاتقه قيادة الجنوب والحفاظ على منجزاته الثورية القديمة والحديثة، وهو مستمر بالعمل في الساحة المحلية والعمل بقوة على فرض قضية الجنوب على المجتمعين الإقليمي والدولي، فبعد اكتساب القضية الجنوبية مكانتها خاصةً بإنجاز اتفاق الرياض فقد اكتسبت قضية الجنوب شرعيتها في كل المحافل العربية والدولي (في مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة) وتجلَّى ذلك في اللقاءات الرسمية والودية مع ممثلي تلك الجهات، فقد عقد الرئيس الزبيدي ومعه قيادات المجلس في عدن خلال الشهر الأخير حوارات مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ومع وفد رفيع من الاتحاد الأوربي، ولقاء مع السفير البريطاني، وأخيراً التقى بالرياض مع مبعوث أمريكا إلى اليمن وسفير مملكة النرويج، وسفير المملكة العربية السعودية، كل تلك اللقاءات وغيرها من اللقاءات مع سفراء الدول العربية والأوربية والأممية تؤكد بجلاء أن الانتقالي قد فرض القضية على المجتمعين الإقليمي والدولي وجعل منها قضية أساسية بامتياز".

 

دعوة

ودعا الوجيه: "شعب الجنوب الثائر إلى وحدة الصف ولم النسيج الاجتماعي الجنوبي، وأن يكون صابراً أمام سياسة التجويع والتركيع التي تمارسها الحكومة الإخوانية وأن يلتف حول قيادته السياسية ممثلة بالرئيس الزبيدي، وإن المعاناة لا تدوم ولا تنجز الثورة، ولا تقوم الدولة إلا بالمشقة وتحمل المعاناة والصبر على أذى الفاسدين، وأقول لشعبنا الجنوبي: إن قيادة الانتقالي ممثلة بالرئيس الزبيدي تحرص كثيراً على رفع معاناة الظلم والتخفيف من حدة الغلاء وتقدِّر حجم المعاناة والحاجة، ولكن أتمنى على شعبنا الثائر الصابر أن لا تخطفه السياط القاسية والمؤلمة التي تريدها له قوى الإخوان، ولكن ثقتنا بشعبنا أقوى من كل المؤامرات، فمن يقدم حياته وفلذات أكباده استشهاداً لأجل حرية الوطن فإنه حتماً سيصبر ويتغلب على مشقة المعاناة".

 مختتمًا حديثه بالقول: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وما دامت عزائم شعبنا وقيادتنا كبيرة فإنها ستصغر أمامها الكبائر، وأبشر شعب الجنوب بأن القادم أفضل وقريباً نمسك ناصية الدولة، ولكل مجتهد نصيب، ونصيبنا كبير وقريباً سنحمل لكم أخبارًا سارة إن شاء الله".

 

أهمية نوفمبر لشعب الجنوب

أما نائب رئيس دائرة الدراسات والبحوث بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي أ.عبود ناجي حسين فقال: "تكمن أهمية الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر، عيد الاستقلال الوطني لجنوبنا الحبيب، الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م - أنه أسقط وإلى الأبد ذلك الاحتلال البريطاني الذي دام ما يقارب 129 عاما جثم على صدر شعبنا ردحًا من الزمن لم يحقق خلالها إلا الفقر والتخلف والجهل، ومارس خلال تلك الحقبة المظلمة من تاريخ شعبنا مختلف أنواع القهر والاستبداد والطغيان من خلال سياسة (فرق تسد) التي انتهجها ليظل جاثمًا على خيرات ومقدرات شعبنا الجنوبي العظيم، ولكن وبفضل تضحيات أبناء شعب الجنوب فقد لقي ذلك المستعمر مقاومة باسلة لم تتوقف، وتوجت بانطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة 1963م من على قمم جبال ردفان الشماء استمرت لمدة أربع سنوات لتشمل رقعة الجنوب كله سقطت مناطق الجنوب الواحدة تلو الأخرى حتى أعلن الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م ورفع علم الجمهورية الفتية علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن وسقط بذلك وهم الإمبراطورية الاستعمارية التي لا تغيب عنها الشمس".

وأضاف لـ"الأمناء": "أهمية هذه المناسبة العظيمة لشعب الجنوب أنها ونتيجة لتضحيات طويلة قادتها جماهير شعبنا تحقق لها الاستقلال الناجز وأعلنت جمهوريتنا الوطنية الحرة المستقلة وأصبحت دولة كاملة السيادة معترف بها محلياً وإقليمياً ودولياً وعضواً فاعلاً في جميع المحافل الدولية وفرت لأبنائها سبل العيش الكريم والحرية والتعليم والصحة المجانية وكل ما يلزم من متطلبات الحياة الكريمة (عمل، دراسة، صحة وغيرها)".

 

مستقبل شعب الجنوب

وتابع ناجي: "مع حلول ذكرى الاستقلال الوطني 30 نوفمبر، مع كل الإرهاصات والإخفاقات التي رافقت الدولة الوطنية الجنوبية الفتية بعد وقوع الجنوب بالخطأ التاريخي المسمى (الوحدة) فقد شهد الجنوب وخصوصاً بعد حرب صيف 1994م احتلالًا من نوع آخر تمثل في احتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية للجنوب بشكل أبشع وأفظع من الاستعمار البريطاني، حيث أن قوى احتلال الجنوب ما بعد 1994م لم تكن إلا مثالًا للتخلف والهمجية والنهب وطمس كل ما أنجزته دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ولكن منذ الوهلة الأولى للاحتلال الثاني للجنوب لم تتوقف الحركة التحررية الجنوبية مكتوفة الأيادي بل أخذت على عاتقها مشروع الخلاص من هذا المستعمر الجديد وبدأت التفكير وبأشكال مختلفة لمقاومة ذلك المحتل ابتداءً من حركة (موج) وحركة تقرير المصير (حتم) وتاج الجنوب العربي، وأشكال أخرى للنضال منها النضال السلمي الذي أعلن عن ميلاده في 7/7/2007م توج ذلك النضال المستمر بإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل وحامل للقضية الجنوبية والتي من خلاله ستنتزع استقلالها الثاني إن شاء الله، ويعود للجنوب حريته واستقلاله وكرامته الوطنية".

 

الانتقالي وقضية الجنوب

وأكد ناجي أنه "واستمراراً لنضالات شعب الجنوب العظيم فقد أخذ الانتقالي على عاتقه القضية المركزية الرئيسية لشعب الجنوب المتمثلة بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المعترف بها دولياً عام 1990م منذ أن فوض شعبنا الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل كيان سياسي حامل لقضية شعب الجنوب ومنذ الوهلة الأولى لم يتوقف نشاط المجلس على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية واستطاع خلال فترة قصيرة أن يصل بتلك القضية إلى أعلى الهيئات والمحافل الدولية وأصبحت تحظى باهتمام واسع من قبل كل الهيئات والمنظمات والدول صاحبة القرار وبالتالي فإن الانتقالي بقيادة ربان سفينة الجنوب الماهر اللواء عيدروس الزبيدي، وبالتأكيد فإن قضية استعادة دولة الجنوب أصبحت قاب قوسين أو أدنى وعبر طريق آمن حسب الأخ الرئيس، وما هي إلا مسألة وقت نتيجة الظروف والتعقيدات التي تمر بها الأزمة اليمنية بشكل عام ووضع اليمن تحت البند السابع وكذا وقوعه تحت وصاية التحالف العربي الذي كان له دور لا يستهان به في عملية إيقاف التوسع والتمدد الفارسي الإيراني بأذرعه المختلفة باليمن عبر الحوثي".

وأكمل: "استطاع الانتقالي كسر حاجز التعتيم السياسي والإعلامي والقانوني الذي مورس على قضية شعب الجنوب على مدار سنوات طويلة منذ احتلال الجنوب في حرب صيف 94م إلى أن أتى إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017م وتشكيل قيادة المجلس ممثلة بهيئة رئاسته ومن ثم الجمعية الوطنية والأمانة العامة وتشكيل هيئات المجلس المحلية بالمحافظات والمديريات وكذا تعيين ممثلين للمجلس في عديد دول العالم ومن خلال التحركات الواسعة لقيادة المجلس على الصعيد الإقليمي والدولي فقد استطاع المجلس نقل قضية شعب الجنوب إلى كل الهيئات والمحافل الدولية وأصبحت تلك القضية رقم صعب يصعب تجاوزه في أي حلول سياسية قادمة تعالج وتناقش مشكلات اليمن فبدون التصويب والنظر إلى القضية الجنوبية باعتبارها قضية أساسية ورئيسية لكل المشكلات والأزمات باليمن لا يمكن أن يتحقق أي استقرار بالمنطقة".

وأكد أن "الانتقالي استطاع أن يعرض قضية الجنوب وجعلها قضية محورية وسياسية وهامة يجب أن تكون في مقدمة القضايا التي يجب الوقوف أمامها عند البدء بأي حلول سياسية قادمة تخص الأزمة اليمنية بشكل عام".

 

رسالة

واختتم ناجي حديثه بتوجيه رسالة قال فيها: "رسالتي لشعب الجنوب الصامد والصابر أقول لهم الصبر والثبات وأن كل ما نعاني منه ما هو إلا حلقة من حلقات التآمر على مستقبل وقضية شعب الجنوب العظيم، فقوى الشر والاحتلال بكل تأكيد لا يهنا لها بال ولا يمكن أن تستسلم بسهولة ولكن مثلما هزمناها عسكرياً وسياسياً بإذن الله سنهزمها اقتصادياً وأمنياً وما النصر إلّا من عند الله وإيماناً منا بعدالة قضيتنا حتماً سننتصر لها.. وبهذه المناسبة العظيمة أتمنى لشعبنا الجنوبي الصابر والصامد التوفيق وتحقيق استقلاله الثاني الناجز والمجد والخلود لشهداء الجنوب والشفاء للجرحى وأنها الثورة حتى النصر".

 

كفاح شعب الجنوب العظيم

فيما قال الرئيس الفخري لهيئة الوفاق الجنوبي، عميد الأسرى الجنوبيين أحمد عمر العبادي المرقشي: "إن الجنوب لكل الجنوبيين"، مهنئًا شعب العظيم بذكرى ٣٠ نوفمبر المجيدة.

وعن أهمية ذكرى نوفمبر أضاف المرقشي لـ"الأمناء": "ذكرى نوفمبر تأتي اليوم ونحن في مرحلة صعبة ومعقدة للغاية في الجنوب بعد سبع سنوات عجاف يابسات لما جرى ويجري حاليا في عدم تحسين مستوى الخدمات العامة والبنية التحتية بعد حرب ٢٠١٥م حتى يومنا هذا وشعب الجنوب صابر وصامد في وجه حرب الخدمات المتعمدة من قطع الرواتب والخدمات العامة من كهرباء وماء وصحة وتعليم وطرقات وغيرها".

وتابع: "شعب الجنوب العظيم يُكافح لنيل حريته واستقلاله من نظام الطاغية المثلج عفاش وأعوانهم الطغاة في حزب الأوساخ وغيرهم من أبناء جلدتنا الذين باعوا أنفسهم للشيطان مقابل حفنة من المال المدنس والجاه الزائل".

وأكد أن "شعب الجنوب العظيم شارف على نيل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، لا سيما بعد اتفاق الرياض بين شرعية الاحتلال الثلاثي الاحمري، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وبرعاية كبيرة من دول التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".

وتابع: "كما أن ذكرى نوفمبر تأتي اليوم وقد نال الجنوب اعترافا إقليميا ودوليا بدولة الجنوب من خلال سفراء الدول العربية والإسلامية والدولية الذين جاءوا لمقابلة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وهو بمثابة اعتراف رسمي بالجنوب".

وعن الحوار الجنوبي الجنوبي، قال المرقشي: "دعوة الانتقالي الجنوبي للحوار الوطني الجنوبي، وفتح صفحة جديدة يسودها الثقة والأخوة كانت مبادرة طيبة ووطنية، ونحن في هيئة الوفاق الجنوبي عملنا الكثير والكثير لتحقيق أهداف الثورة الجنوبية وفاءً للشهداء والجرحى وأنين الأسرى والمعتقلين، كما أننا على مسافة واحدة مع الكل، كما تأتي مشاركتنا بمليونية المكلا التي دعا لها حسن باعوم لترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والتصالح أخلاقيا ودنينا بل وإنسانيا بين أبناء شعب الجنوب العظيم".

 

مستقبل الجنوب

وعن مستقبل الجنوب، يقول المرقشي: "مستقبل الجنوب مبشر بالخير بفرض واقع على الأرض، والتي تتزامن مع دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للحوار مع جميع المكونات السياسية الجنوبية في الداخل والخارج".

 

متغيرات لصالح الجنوب

وأضاف: "أصبح اليوم شعب الجنوب العظيم في دولته المستقلة وعاصمتها عدن الباسلة وبقيادة حكيمة رشيدة خرجت من الخنادق وليس الفنادق بقيادة الرئيس اللواء عيدروس الزبيدي حفظه الله وكل المتغيرات الراهنة لصالح استعادة دولة الجنوب".

وأكد أن: "تحركات الانتقالي المعترف بها دوليا في صالحة القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب، من خلال فرض واقع الأمر الواقع لدولة الجنوب عربيا ودوليا".

 

دعوة

وفي ختام حديثه، دعا المرقشي كافة أبناء الجنوب في الداخل والخارج إلى "إعادة الثقة فيما بينهم، ووحدة الصف والكلمة الجنوبية، ونبذ الفرقة والاختلاف والمناطقية والعنصرية والتخوين، وطي صفحة الماضي .







شارك برأيك