آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:12:06:34
إيران تستمتع بإذلال واشنطن.. سؤال وحيد لبايدن
(الامناء نت / متابعات)

أشار الضابط السابق في برنامج الأهداف الإيرانية التابع لوكالة الاستخبارات المركزية رويل مارك غيركت والباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية راي تقيه إلى وجود متعة لدى النظام الإيراني بإذلال الأمريكيين، وفي الوقت نفسه، بعدم تقديم تنازلات لصالحهم.

سيدفع خامنئي بايدن إلى الإفراج عن مبلغ ضخم من الأموال مقابل تخفيف عابر لقلقه النووي – على افتراض أن المرشد الأعلى لا يزال يريد ممارسة مثل هذه الألعاب مع الولايات المتحدة

وكتبا في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بسبب إصرار طهران، لا يتمتع الوفد الأمريكي في فيينا بمقعد حول طاولة التفاوض، بل سيكون عليه الانتظار في غرفة ثانوية صغيرة ريثما يطلعه الأوروبيون على المستجدات.

ما الذي يعزز طموحات الملالي النووية؟
لطالما استمتع الملالي بإذلال الأمريكيين خصوصاً أولئك التواقين لإثبات نواياهم الحسنة. توقع الكاتبان ألا تنتج مفاوضات فيينا الكثير، بصرف النظر عن حجم الأموال التي تفرج عنها لصالح إيران وعن الحماسة التي يصف بها مسؤولو إدارة بايدن المحادثات المكملة كخطوة مهمة نحو الحل الديبلوماسي. ستمضي طموحات إيران النووية قدماً وبسرعة لأن الإدارة الأمريكية لا تملك نية محاولة التراجع عما منحه اتفاق أوباما النووي: تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الفاعلية وسهلة الإخفاء. وهذا الهدف أساسي لبناء برنامج غير قابل للإيقاف من أجل تصنيع قنبلة نووية. لقد أظهر النظام الإيراني قدرة غريبة على تعزيز طموحاته وإفراغ الخطوط الأمريكية الحمراء من معناها بدون عقاب.

ما يفهمه الملالي ويجهله نظراؤهم
إن الديبلوماسية النووية لحكم رجال الدين تنجح بالتحديد لأنها لا تسعى إلى أي اتفاق. بحسب الكاتبين، يفهم الملالي أموراً لا يفهمها محاوروهم. لقد اختارت الولايات المتحدة وإسرائيل عدم نزع برنامج إيران النووي بالقوة فقوضتا خوف النظام من الهجوم العسكري وسمحتا للمرشد الأعلى علي خامنئي بالمزيد من هامش المناورة. لقد أرادت جميع الإدارات الأمريكية بصدق، وأحياناً بيأس، أن تحصل على اتفاق. تشجب الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بينما يقوم النظام الإيراني بتجاهلهما. إذا كانت إيران تدعي الاهتمام بالديبلوماسية، فواشنطن الخائفة دوماً من حرب أخرى في الشرق الأوسط تقدم المزيد من التنازلات.

ما الذي كسبته من الحيلة الديبلوماسية؟
وصف الكاتبان إنجازات هذه الحيلة الديبلوماسية بغير العادية. أصر الأمريكيون والأوروبيون في الماضي على أنه لا يمكن لإيران التمتع بقدرة تخصيب محلية. كان ذلك إجراء احترازياً معقولاً. البنية التحتية المطلوبة لتخصيب اليورانيوم من أجل الطاقة النووية هي نفسها المطلوبة لتصنيع قنبلة. العملية مكلفة، وغالبية الدول التي تستخدم الطاقة النووية المدنية تستورد اليورانيوم المكرر. لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والخبراء النوويين يزدرون فكرة إجبار إيران على التخلي عن التخصيب المحلي.

غضب ثم عراك فاستسلام
إن الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما وتخلى عنه ترامب أصبح مقدساً لدى الديموقراطيين. هو يحدد لا أن لإيران الحق في التخصيب وحسب بل أنه يمكن لقدرات التخصيب التابعة لها أن تصبح على نطاق صناعي. لقد حصل النظام على هذا الاتفاق المتساهل بمجرد الظهور في اجتماعات خاصة متنوعة والثبات على موقفه. غضب المسؤولون الأمريكيون وهددوا ودخلوا عراكات بين بعضهم البعض واستسملوا في نهاية المطاف.

قريباً... واشنطن في الوهم
لا تنفصل إدارة بايدن عن المسار الذي سلكه أوباما بحسب غيريكت وتقيه. إن تسريباً إسرائيلياً حدث في توقيت مناسب يظهر أن البيت الأبيض يدرس ترتيباً مؤقتاً توقف إيران بموجبه بعض نشاطاتها في مقابل رفع العقوبات. لن يمر وقت طويل قبل أن توهم واشنطن نفسها بأنّ وصول إيران إلى العتبة النووية سيرضي إيران، بحيث تصبح الأخيرة نسخة إسلاموية عن اليابان – بعيدة بمقدار سنتيمترات عن تطوير قنبلة نووية، لكن من دون نية اتخاذ الخطوة التالية.

ضياع جيل إيراني آخر
لقد أدى فوز ابراهيم رئيسي بالرئاسة الإيرانية إلى تعديل اقتصادات الحد من انتشار الأسلحة. يؤيد رئيسي فكرة خامنئي عن "اقتصاد المقاومة" وهي تستند إلى تصور أن إيران قادرة على تلبية حاجاتها بالاعتماد على سوقها الداخلية والتجارة مع الصين ودول مجاورة. بحسب وجهة النظر هذه، إن الانفصال عن الاقتصاد العالمي هو فاضل وحيكم وشجاع. بعكس الرئيس السابق حسن روحاني، لا ينظر الفريق الجديد إلى التجارة مع الغرب كوسيلة لتجديد الاقتصاد والثورة. يبدو أن ثمة القليل من القلق بين نخبة خامنئي الحاكمة من أن يؤدي هذا المخطط إلى الفقر وضياع جيل آخر.

15 سنة تقلصت مع ترامب
يرى الكاتبان أن ترامب سرّع التاريخ أكثر من رئيسي. وفقاً لخطة أوباما، كان العالم سيشاهد إيران نووية ونظام رجال دين أكثر ثراء. متحرريين من العقوبات، كان رجال الدين الحاكمون والحرس الثوري سيتمتعون بالوقت لبناء قواتهم المسلحة كما برنامجهم للأسلحة النووية. لقد ظن ترامب أن عقوبات متجددة ومطورة ستعطيه اتفاقاً أفضل. لقد كان ذلك دوماً اقتراحاً مشكوكاً به بحسب الكاتبين. قلص ترامب 15 عاماً من الديبلوماسية الغربية، والقيود النووية المنتهية مع بنود الغروب، إلى خيارات واضحة ولا رجعة عنها. لا يستطيع بايدن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

السؤال الوحيد لبايدن
أضاف غيركت وتقيه أن الديبلوماسية والابتزاز، وهما كلمتان مترادفتان بالنسبة إلى النظام الإيراني، يمكن أن تكون صلاحيتهما قد انتهت. سيدفع خامنئي بايدن إلى الإفراج عن مبلغ ضخم من الأموال مقابل تخفيف عابر لقلقه النووي – على افتراض أن المرشد الأعلى لا يزال يريد ممارسة مثل هذه الألعاب مع الولايات المتحدة. بالنسبة إلى بايدن، يختم الكاتبان مقالهما، السؤال الوحيد هو ما إذا كان يريد تحمل هذا الإذلال سعياً للحصول على مقابل ضئيل جداً.







شارك برأيك