آخر تحديث :الثلاثاء 16 ابريل 2024 - الساعة:11:42:12
ما سر الصمود الأسطوري للقوات المسلحة الجنوبية بالضالع؟
الضالع.. مقبرة الغزاة الطامعين ومهلكة الطغاة المعتدين "تقرير خاص"
("الأمناء" تقرير/ محمد الشرافي:)

قائد اللواء الثاني مشاة: سنبذل كل ما نملك للحفاظ على الدين والأرض والعرض

إعلامي حربي: الجنوبيون لديهم مشروع ديني ووطني يناضلون ويكافحون من أجل تحقيقه

أحد الأبطال المرابطين: هذا ما يدفعنا للصمود والثبات في جبهات القتال

ملازم: نقاتل بكل شراسة وصمود وشجاعة بسبب ما عانيناه

"الأمناء" تقرير/ محمد الشرافي:

قتل، سفك للدماء، عزل من المناصب، تغيير لأسماء الشوارع والمدارس والمؤسسات الحكومية والمعسكرات وكل ما يشير لدولة الجنوب، إقصاء وتهميش للشباب والقيادات، توقيف المصانع الجنوبية عن العمل، تدمير للحضارة، كل هذا حصل وأكثر للشعب الجنوبي من  قِبل سلطات الاحتلال الشمالي، فقد مورست أشنع عنصرية عرفها التاريخ في وجه كل جنوبي، علاوة على نهب وسرق الثروات والذهاب بها إلى جيوبهم الثخينة.

 

معاناة وسجون سرية

معاناة الثوار الذين شرد من شرد منهم، وقتل من قتل، وسجن من سجن، هي من صنعت روح الثورة وأشعلت نيران الحرية الفداء في وجه الطغاة الذين استخدموا كل الأساليب اللا إنسانية واللا أخلاقية ضد شعب الجنوب، وهنا التقينا العميد الركن عبدالعزيز الهدف قائد اللواء الثاني مشاة قائد الجبهة في قطاعي الجُب وبتار الذي كان مشردا ومطاردا من داخل وطنه وحتى قريته وبيته فقد كانت قوات الاحتلال تبحث عن رأسه في كل مكان لكونه لم يرضخ لعنجهيتهم وتعسفاتهم وحربهم الظالمة ضد أبناء الجنوب.

من هناك تعلم الثوار العزيمة والصمود في وجه كل الظروف وكل العوائق وهذا ما حدثنا عنه القائد الهدف والذي قال في بداية حديثه: "الدين والأرض والعرض هما ثلاثة أشياء سنبذل كل ما نملك للحفاظ عليهما، وسنقدم أرواحنا رخيصة في سبيل الذود والدفاع عنهما، بعيداً عن المناصب والمكاسب اخترنا هذا الدرب منذُ الوهلة الأولى التي غزتنا فيه أيدي شريرة، حللت قتلنا وسفك دمائنا بدون أي ذنب يذكر، فقد كانوا ينتقمون من كل أبناء الجنوب ويستعبدوننا وكأننا عبيدًا لهم تحت وطأة العنف والسلاح".

وأضاف: "إن ما صنعه الاحتلال من جرم وقبح وحرمان لأبناء الجنوب غرس في قلوبنا كجنوبيين جميعاً سمات الحرية، وفطرة الدفاع عن حرمات تربة أرضنا الطاهرة وبكل صمود وفخر، رابطين على بطوننا الحجارة وعاكفين في المتارس والخنادق نصد الغزاة وندك ثكناتهم، مثبتين للعالم مدى الاضطهاد والقمع الذي مارسه الاحتلال ضدنا فمنذُ احتلالهم لنا لم نذق راحة، ولم ننعم بهدوء، فحتى أفواهنا تم تكميمها لكي لا نستطيع البوح عمّا يجري لنا من مؤامرات وتصفيات، فقد كانت دباباتهم وجميع أنواع الأسلحة فوق رؤوسنا، وكل كلمة يحاول أن يتفوه بها أي ثائر سرعان ما يردون عليه بالقذائف والملاحقة والتشريد، وإن أمسكوه يتم الزج به في سجونهم ليتم تعذيبه بأشد أنواع العذاب ومن ثم يخفونه وإلى الأبد، وهناك الكثير من القيادات البارزة التي تم إخفاءها وإلى الآن لا نعلم عن مصيرهم".

اختتم القائد الهدف حديثه بالقول: "هناك الكثير من الجرائم التي يشيب لها الضمير الإنساني قاموا بارتكابها ضدنا وتحتاج لمجلدات إن فتحت باباً لسردها لكم، ولكني وضحت فقط لماذا نحن الآن صامدون وثابتون ثبوت جبال الضالع الأبية في وجه أعداء الأمة العربية، لأننا هنا لا ندافع فقط عن أرضنا بل إننا ندافع عن الدول العربية ككل من التطرف الإيراني، ونحمي الخليج العربي من ذلك التمدد الواهم بالسيطرة على كل الدول العربية".

 

الحق المغتصب

كما تحدث الإعلامي الحربي محمد صالح حسن عن معنويات المقاتلين رغم شح الإمكانيات والظروف القاسية التي يعانونها وقال في حديثه: "يكمن سر صمود الأبطال في الجبهات أن الجنوبيين لديهم مشروع ديني ووطني يناضلون ويكافحون من أجل تحقيقه، وهو ليس وليد اليوم بل كان بروزه بعد الاحتلال وذلك في 7 يوليو 94م حيث كانت حربا مسعورة، شنتها قوى الشر الغاشمة استهدفت فيها دولة الجنوب شعباً، وأرضا ،وإنساناً، وهوية، وقضية، لينطلق من هناك مباشرة النضال والكفاح لاستعادة الدولة المنهوبة".

وأضاف: "واليوم كما نرى الأبطال من أبناء الجنوب الصامدون في الخنادق والمتارس بجبهات الضالع وغيرها من الجبهات الحدودية عندهم عقيدة لتحقيق مشروعهم الذي يمثل كل جنوبي فقد  ضحوا من أجل تحقيقه بآلاف الشهداء رحمة ربي تغشاهم، فكيف بهم اليوم يستسلمون ويتركون هذا المشروع والهدف السامي بحفنة من المال".

وتابع: "لم تؤثر المادة على أبطال القوات المسلحة الجنوبية ونضالهم ضد غزاة العصر من الاحتلال الشمالي الساعون إلى احتلال الجنوب وجعله ضيعة تابعة لهم منذُ احتلاله، لذلك خرج رجال الله ورجال الوطن لصد كل المؤامرات وكل العدوان على أرضهم، غير آبهين بالظروف القاسية والمنحدرات الصعبة لكون مشروعهم التحرري المتمثل في استعادة حقهم المغتصب، أكبر من كل الأموال".

وأكمل: "إن أبناء شعب الجنوب يتمنون من التحالف العربي الذي لا ينكرون دوره وأيضاً كل المنظمات ومجلس الأمن الدولي وكل الدول العربية للوقوف بجانبنا كشعب يدافع عن الأمة العربية وأمن الخليج العربي من أيدي إيران، هنا نطلب منهم النظر في مصير شعب الجنوب ،والوقوف بجانب تطلعاته بتقرير مصيره واستعادة دولته".

 

طمس الهوية

كما تحدث لنا أيضاً أحد الأبطال المرابطين في جبهات القتال الذي يدعى عبدالله مهدي وقال: "قاتلناهم في حرب صيف 2015 ونحن لا نملك أي شيء غير الإرادة والعزم والإصرار الذي بنيناه من باطل القهر والحرمان الذي فرضه الاحتلال اليمني الشمالي علينا كجنوبيين، حيث قام بطمس كل ما يشير إلى وجود دولة ذات سيادة فقد قام بتغيير أسماء الشوارع والمدارس والمعسكرات والكثير من الأماكن وذلك في محاولة فاشلة منه لطمس الهوية الجنوبية، علاوة على ذلك قام بإقصاء وتهميش كل القيادات والكوادر الجنوبية في شتى المجالات لنظل مجرد عبيد ليس لنا حول ولا قوة، وهذا ما يدفعنا للصمود والثبات في جبهات القتال غير مهتمين بالمرتبات وجني الأرباح، فما عانيناه طيلة ذلك الزمن السحيق والغابر كفيل بأن يصنع مننا وحوش كاسرة لا تخاف ولا تنثني لشيء، فالحرية والكرامة أشياء لا تقارن".

 

فتاوى شيطانية

أما الملازم البطل عبدالله حسن قائد أحد الأطقم العسكرية الذي بدوره شرح لنا أسباب صمودهم رغم كل الظروف والمعاناة حيث قال: "بعد احتلال أرضنا من قبل اليمن الشمالي الذي تسيطر على أغلبيته الآن مليشيا الحوثي، قام حزب الإخوان وعلى لسان كاهنهم المفتي المدعو الزنداني بتحليل دم كل جنوبي، عبر فتوى رسمية أيده فيها الكثير من الخفافيش، أي أنهم أفتوا بقتلنا وتشريدنا واضطهادنا، لندرك بأن من احتل أرضنا هم قطعان بشرية لا تنوي غير الخراب والدمار، فلم تسلم منهم المصانع الجنوبية والمتاحف الوطنية والحضارات التاريخية، علاوة على تدمير شبابنا وأطفالنا وقادتنا الذين قتل من قتل منهم، وشرد من شرد، وخفي من أخفي ويُتم من يُتم، لذلك نحن هنا الآن نقاتل بكل شراسة وبكل صمود وشجاعة، وما عانيناه طيلة الفترة الزمنية الماضية قد صنع منا هذا الانتصار وهذا الصمود وهذا الثبات، الذي أذهل العالم وأرعب جماعة الحوثي".

وأضاف: "نحن الآن أمام معركتين شرستين اقتصادياً وحربياً في ساحات القتال، حيث إننا أمام مؤامرة خبيثة يراد لنا بها الخنوع والاستسلام، وتهميش قضيتنا وجرنا نحو مربع لا عودة".



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل