
برعاية الدكتور/عمر بن عبدالله بامحسون سفير النوايا الحسنة لمنظمات الامم المتحدة، نظمت مؤسسة الامل التنموية للطلاب المتفوقين بالعاصمة عدن اليوم ، محاضرة توعوية للبروفيسور/صالح سعيد الدوبحي خبير الوبائيات الدولي بمنظمة الصحة العالمية، والمعنونة ب((الأوبئة الفتاكة ودور المجتمع مؤسسات وأفراد في التصدي لها)).
وأستعرض البروفيسور صالح الدوبحي بمحاضرته الأوبئة الفيروسية المنتشرة في بلادنا وأبرزها ستة أوبئة تنقلها حشرات أنثى البعوض، كالملاريا وحمى الضنك والدفتيريا، والمسمى الشعبي المكرفس، والكوليرا، اضافة الى امراض أخرى لازالت تشكل اخطارا وتسرب بعضها من افريقيا، كحمى الوادي المتصدع، وحمى غرب النيل، وداء الكلب، وداء الفيل، والتهابات الكبد الفيروسية، والحمى المالطية، ومرض زيكا، والحمى الصفراء، ومرض كيو للماشية..، موضحا ان ثمة امراض فيروسية ظهرت في بلادنا ولكن لم يتم رصدها لعدم توفر امكانيات ووسائل تشخيصها وتتبعها جغرافيا.
ولفت الى تدني مستوى البنية التحتية والتجهيزات المختبرية والبحثية للترصد والفحص للامراض الوبائية والحشرات الناقلة لها وعوامل تكاثرها وانتشارها في بلادنا..، معلنا عن وجود ٣٥٠٠ نوع من البعوض بالعالم، قسمت الى ٤٥ مجموعة ناقلة للامراض الفيروسية.
الى ذلك تطرق "الدوبحي" في سياق محاضرته الى المخاطر الحالية التي يواجهها العالم وبلادنا خاصة من انتشار جائحة وباء فيروس كورونا..، مضيفا ان خطر فيروس كورونا لازال قائما.
واستنكر الادعاءات التي تتحدث عن انتهاء كورونا ببلادنا، مؤكدا ان الاحصائيات المعلنة رسميا عن عدد المصابين بكورونا لاتمثل العدد الحقيقي لاجمالي المصابين بالكورونا بالبلاد بسبب عدم توفر وسائل وامكانيات الكشف وضعف عملية الترصد الوبائي. وانتقد الدور الباهت لمجابهة كورونا أكان من قبل المؤسسات الاكاديمية أو من كثير من المستشفيات والمراكز الصحية التي تنصلت عن القيام بدورها الطبي الانساني واقفلوا مستشفياتهم ومختبراتهم بوجه المرضى، أو اولئك الذين كشفوا عن عوراتهم بضعفهم المهني وعدم الكفاءة عند التعامل مع الحالات المصابة أو وصف علاجات ناجعة وصحيحة للامراض الفيروسية المختلفة ونجم عن ذلك حدوث وفيات بين المرضى بفيروسات اخرى غير الكورونا.
واشار ان التوقف عن توعية المواطنين بمخاطر هذه الفيروس أو التوقف عن اتباع الاجراءات الاحترازية سيفاقم مخاطر هذه الجائحة وسيؤدي الى استفحالها، فالوباء لازال ينتشر ويجب عدم اهمال مواجهته والوقاية منه.
ونوه ان الدراسات الأخيرة كشفت عن انتقال فيروس كورونا عبر الهواء وبقاءه فترة طويلة بالهواء وكذا على الاسطح التي يسقط عليها الفيروس أو الاشياء التي يلمسها الانسان مما يستوجب مضاعفة الحذر والاحترازات الوقائية.
ودعا الجهات المعنية ووسائل الاعلام للاضطلاع بدورها الوطني والانساني بالتوعية من مرض فيروس كورونا وسبل الوقاية منه، وكذا العمل على كبح وتصحيح المعلومات المظللة عن الاوبئة وطرق مكافحتها التي تنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي ولاتجد من يكشف الغث من السمين منها..، مضيفا ان التخلي عن هذه المسؤولية هو تخلي عن حماية الامن الصحي للمواطن وحياته ومستقبله.
ودعا البروفيسور صالح الدوبحي بختام محاضرته الجهات المختصة الى وضع اولويات سريعة بخططها لمجابهة الامراض الفيروسية المنتشرة ببلادنا، وانشاء مركز للابحاث والترصد الوبائي.
وكان الأستاذ/نصر مبارك باغريب نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة الامل التنموية للطلاب المتفوقين بالعاصمة عدن، قد قدم شكره للبروفيسور/صالح الدوبحي على تقديمها لهذه المحاضرة النوعية والقيمة والتي اضافت الكثير من المعلومات للمشاركين فيها، وكذا للطلاب والخريجين المشمولين برعاية المؤسسة.
واعتبر ان هذه الفعالية التي تنظمها المؤسسة ستمهد لفعاليات قادمة ومحاضرات توعوية علمية يقدمها البروفيسور صالح الدوبحي في مجال الوبائيات نظرا لاهمية ذلك للتعريف والتوعية من الامراض التي تسببها الفيروسات على حياة المجتمع.
وقد وزعت بختام الفعالية استمارة التحري الوبائي عن الحميات المتفشية في محافظة عدن ٢٠٢٠م، على ان يتم تعبئتها من المستهدفين واعادة ارسالها الى البروفيسور الدوبحي الذي اعدها وسيحلل نتائجها لاحقا، لمعرفة حقيقة وواقع الوضع الوبائي بعدن.
شارك بفعاليات المحاضرة الاستاذ/نصر مبارك باغريب نائب رئيس مجلس ادارة المؤسسة، والاستاذ/حسين حسن بارحيم منسق المحاضرة وعضو اللجنة العلمية بالمؤسسة، والاستاذ/عبدالرحمن حسن باهارون ممثل المؤسسة بروسيا، والاخت/منى محسن محمد مسؤولة السكرتارية بالمؤسسة، والاخ/محمد عبود النهدي المنسق الفني للمحاضرة وسكرتير مجلس ادارة المؤسسة، والاخت/مريم محمد الاهدل المسؤولة المالية بالمؤسسة، والاخت/رغدة خالد باهارون مختصة شؤون الطلاب بالمؤسسة، والاخت/شيماء صالح واكد منسقة نادي الامل للخريجين، اضافة لعدد من اعضاء نادي الأمل للخريجين المشمولين برعاية المؤسسة منهم؛ الطبيبة مروة عبدالكريم، والطبيبة بلقيس صالح يحي سعيد، والاخت حفصة صالح، والاخ محمد جمال ناصر، والاخ صالح عبده صالح تركي