آخر تحديث :الاربعاء 01 مايو 2024 - الساعة:23:33:29
ازمة الليبراليين العرب (الجزء الاول)
سالم الكثيري

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

الليبرالية في المصطلح العربي يقوم على اساس وحرية الافراد المطلقة ومبدأ يقوم على العلم والاخذ بأسباب النجاح، وكنا نتمنى على اخواننا الليبراليين العرب ان يقتدوا باصدقائهم الغرب من حيث التطور والانتاج العلمي ولكننا لم نلتمس منهم الا الكلام والكلام فقط.

اما نحن المسلمون ففي قيمنا ومبادئنا العظيمة، ما يجعلنا نستغني عن أي تنظير ولن نحتاج الى مصطلحات لكننا بحاجة الى ترجمة واقعية وعملية لكل ما جاء في تراثنا الاسلامي العظيم، نحن بحاجة الى عمل وبناء ونهضة بعيدا عن المصطلحات الجدلية العقيمة وهذا ما يفتقده المثقفون العرب الذين صدعوا رؤوسنا بمفاهيم الدياليتيكية والطابع التوتاليتاري وافكار البروليتاريا ن فصاروا في حالة غربة شديدة بينهم وبين السواد الاعظم من الشعوب  العربية والاسلامية حتى صاروا في تجاه معاكس لرجل الشارع البسيط واصبحوا يتكلمون بمنطق عادل امام في احدى مسرحياته (احساس عميق ينبعث من قواعد اللاوعي)، ومحدش يسألني حاجة لاني مش عارف أي حاجة.

هذه هي ثقافة النخب الحداثية الليبرالية كلام في الهواء بعد عن القيم الاسلامية محاربة المتدينين والاسلاميين تقليدا للغرب في السلوك والمظهر وعندما تقول لاحدهم اقرأ الفاتحة يقول لك ايش من فاتحة قصدك (الحمدوا)، والمشكلة انهم يسخرون من اهل الدين ويستهزئون بهم ويطلقون عليهم التعليقات الساخرة معتقدين انهم النخب المثقفة ويعيشون في ابراج عالية وكأنهم اسياد لهذه الامة وما عداهم فهم مجموعة من الغوغاء والاغبياء والجهلة، خمسون عام ونحن نعيش في كنف هؤلاء لم نجني منهم سوى الويلات والهزائم والنكبات والنكسات ناهيك عن تدمير القيم والاخلاق.

عندما جاءت ثورات الربيع العربي عصفت بهم وجعلتهم شدر مدر وعلى اعقابها جاءت الديمقراطية الحقيقية فقالت الشعوب كلمتها بعد قرن من الزمن وفضحت هؤلاء وعرتهم تماما واظهرت الوجه الحقيقي لما يعرف بالنخب السياسية الليبرالية المثقفة لان الصناديق جاءت بالاسلاميين ولو اعيدت الكرة الف مرة فلن تأتي الصناديق بغير الاسلاميين لانهم اقرب الى قلوب الناس والاصدق في التعاطي مع قضاياهم.

ان اصدق مثال لحال الليبراليين العرب اليوم مقطع الاغنية الشهيرة (انا من ضيع في الاوهام عمره).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص