آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:02:06:00
لا سلام ولا استقرار في اليمن على المدى المنظور
عبدالله سالم الديواني

الخميس 07 مارس 2022 - الساعة:19:55:31

بعد الانقلاب الحوثي على الدولة في 21/9/2014م، ووجود نظام غير شرعي في صنعاء وتسيده وحيدًا على السلطة ورفض كل نداءات السلام المحلية والإقليمية والدولية بإعادة الأمور على ما كانت عليه قبل الانقلاب ومع استمرار الحرب وظهور وضع إنساني غير مسبوق في اليمن الذي تم وضعه تحت البند السابع من قبل الأمم المتحدة وبعث رئيسها مبعوثين إلى اليمن الواحد تلو الآخر ومن جنسيات مختلفة ثم أضيف إليهم مندوب الدولة الكبرى أمريكا بعد وصول بايدن إلى الرئاسة وكذا استمرار وساطة عمان طوال أكثر من 5 سنوات وعقدت أكثر من أربعة لقاءات ومؤتمرات إقليمية ودولية للسلام في سويسرا والكويت واستكهولم والرياض آخرها لقاء الرياض للقوى السياسية والقبلية والشبابية والذي خرج بالتشكيلة الحالية للمجلس الرئاسي الجماعي المكون من 8 شخصيات ذوي الاتجاهات المختلفة.

كل ذلك لم يجدِ نفعًا مع الانقلابيين ولم يتزحزحوا عن مواقفهم تجاه السلام واتضح للعالم أنهم لا يريدون سلامًا إلا بشروطهم غير المقبولة من الإقليم والعالم ومن غالبية شعب اليمن، وآخر غطرستهم أظهروها بضرب ميناء الضبة وعندما أدان الإقليم والعالم هذا العمل الإرهابي الجبان والخارج عن الأعراف الدولية وقوانين الملاحة العالمية أجاب أحد مسؤوليهم بغرور: "سنوجه مزيدًا من الضربات، وهذه مجرد رسالة، ولا نعترف بالقانون الدولي ونضعه تحت أقدامنا".. فأين العالم وقراراته الجادة تجاه هذه الجماعة الإرهابية المارقة، وهم وراء كل هذا التعنت من قبل نظام الملالي في إيران فهي المحرضة لهم في رفض السلام واستمرار الحرب والعالم كله يعرف ذلك وهدفها المعروف استنزاف المملكة ودول الخليج حتى يتحقق الجزء الأكبر من سقف مطالبها في الاتفاق النووي مع الأمريكان ومع دول أخرى، وهذا الموقف (الإيراني الحوثي) المتصلب جاء كنتاج لعدم وحدة الموقف القوي المناهض لهم من قبل الشرعية وأجهزتها العسكرية والسياسية ووحدة مواقفها تجاه عدوها الرئيسي الحوثي وحشد كل قواها  بهدف العودة إلى استرداد صنعاء وأخواتها فبعض هذه القوى في الشرعية مع الأسف ثبت خلال السنوات الأخيرة أن هدفها مكان آخر حسب الوقائع المختلفة ومنها التشبث بالبقاء بوادي حضرموت ومحاربة حلفائها في الانتقالي لإبقاء الجنوب كله رهيناً للحل السياسي في الشمال.

لهذا صارت الشرعية وحلفاؤها مسلوبي الإرادة في إدارة الأزمة والحرب لأنها مكبلة بقوى إخوانية صاحبة باع طويل في تحريك الأمور ومعها تعاطف إخواني مبطن وكلهم لا يؤمنون بشيء اسمه وطن وحدود، فأرض الإسلام جميعها بعدوها وصديقها هي وطن الخلافة الحقيقي، ولتشتت هذه المواقف للشرعية أصبح الحوثي فارضا نفسه على الأمر الواقع في الشمال كله بقوة السلاح وبدعم إيران المطلق وبالدعم المبطن من قبل معظم دول الغرب، وهو يسير أموره من خلال الدعم الخارجي ومن خلال فرض الجبايات والمصادرة لأموال المعارضين ومن دخول الضرائب والجمارك والخمس الذي يفرضها على الناس بقوة السلاح وبالدجل الديني على الناس، ولكل هذه الأسباب يبدو الأمر في اليمن غير مهيأ للسلام على المدى المنظور.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص