آخر تحديث :الخميس 30 مايو 2024 - الساعة:01:43:16
الجنوب أكبر من قراراتكم الجمهورية
صلاح السقلدي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

يعتقد البعض أن قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعزل (أحمد الحبيشي) من منصبه كرئيس لمجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر أتى كخطوة تمهيدية لخنق الصوت الجنوبي الذي يستفيد من طباعة بضع صحف متواضعة في مطابع مؤسسة 14أكتوبر والإجهاز عليه. 
و هذا الاعتقاد لا يمت للحقيقة ولا للواقع بصلة. 

فلو افترضنا إن أول قرار سيتخذه رئيس التحرير14أكتوبر الجديد هو قرار وقف طباعة تلك الصحف, وهو متوقع, فهذا بالتأكيد لن يؤثر بشيء من حجم الصوت الإعلامي الجنوبي ولن يربك نشاطه لأن هذا الإجراء هو إجراء متوقع في ظل حكم سلطة استعمارية غشومة, ولن يقوض من عزيمة الصوت الجنوبي بشيء بعد ان اشتد عوده وأوصل صوت القضية الجنوبية إلى كل الإرجاء وبكل لغات العالم. فقد حاربت الثورة الجنوبية السلمية بصوتها وقلمها ودمها وهي في اضعف حالاتها وفي اشد ضائقة وحصار مطبق من كل الجهات وبكل طرق الكبت والكتم والتعسف وفي ظل تعتيم إعلامي محلي وعربي مظلم, ولم تكن لهذه الثورة حينها صحف ولا قناة فضائية ولا مواقع الإليكترونية متاحة للمتصفح من الداخل إلا نافذة ضيقة من وسائل ووسائط الاتصالات يتم استخدامها بشيء من التكتم وعلى طريقة الهمس والسير على اطراف الأصابع. 

و مع ذلك استطاع صوت هذه الثورة ان يهد أركان اعتى حكم مستبد بالمنطقة ويوصل صوت الجنوب وقضيته إلى أصقاع الأرض وجهاته الأربع , ويعري كل انتهاكاته وبطشه وفساده وأساليبه الاستعمارية التكفيرية النهوبية التدميرية.

و عطفا على ما تقدم نستطيع القول بكل ثقة ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وكل القوى اليمنية الحاكمة اليوم بصنعاء لن تسطيع ان تعمل ضد الجنوب أكثر مما عملته بالسنين الخوالي وهي حينها في احسن حالاتها من التماسك والوفاق, والجنوب في حينها أيضا في اضعف حالاته وتلفه المآسي من كل جهة. فكيف ستنجح هذه القوى اليوم وطائر الفينيق قد بعث بقوة من رماده وطفق يحلق بعيدا بعيدا...؟. 

ـ أتفق تماما مع من ذهب إلى القول ان قرار (هادي) بعزل إدارة مؤسسة 14 أكتوبر أتى كردة فعل غاضبة منه تجاه الجنوبيين المنسحبين من الحوار اليمني وكوسيلة ضغط وتركيع للثورة الجنوبية وهو - اي هادي- يخوض غمار معركته بالوقت العويص للظفر بولاية رئاسية جديدة بقصر الستين , لكن لا اعتقد ان هادي اتخذ هذا القرار من تلقاء نفسه بمعزلٍ عن ضغوطات القوى الشمالية وهي تقاتل دون هوادة للقضاء على مستقبل الجنوب وقضيته العادلة مستغلة حالة الجفاء والفتور التي تعتري علاقة هادي بالمناضل محمد علي أحمد في الأيام الأخيرة. 

و بالتالي فهذا القرار ليس من نتاج هادي وحدة بل هو رغبة مشتركة بينه وبينها في مرحلة تبادل الجمائل والتملقات على عتبات مرحلة جديدة من الترتيبات السياسية بعد ان اوشك الحوار بالموفنبيك على نهاية غير سعيدة لهما , وبالتالي فهادي يبحث عن عمر مديد له بالحكم , والقوى اليمنية وبالذات حزب الإصلاح يفرض شروطه وابتزازه بطرق استغلالية قبيحة ضد هادي ويتخذ من رئيس لا حول له ولا قوة وسيلة لتمرير مكاسب سياسية وحزبية مدمرة.! 

حكمة: 

(من أراد عِـزا بالباطل أورثه الله ذُلاً بالحق).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل