آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:11:39:01
بريطانيا والملف اليمني في مجلس الأمن
فضل محسن الطيري

الاثنين 16 ابريل 2023 - الساعة:13:53:34

حين كاد شريان مليشيا الحوثي الرئيسي، المتمثل بميناء الحديدة، أن ينقطع من قبل القوات المشتركة في الساحل الغربي، هبت بريطانيا إلى إنقاذهم من موت محقق باتفاق ستوكهولم الذي كان مشروعاً بريطانياً قبل أن يكون خياراً دولياً.

وبالعودة إلى جلسة مجلس الأمن المنعقدة يوم الاثنين الماضي وافق مجلس الأمن على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن لمدة عام إضافي، وفق مقترح بريطاني، علماً بأن الحوثيين خرقوا الهدنة منذ أيامها الأولى، وبريطانيا على علم بهذه الخروقات، وأصبحت البعثة الأممية حبيسة، ومجلس الأمن يعرف جيداً أن جماعة الحوثي عملت على عرقلة وتقييد تحركات البعثة الأممية وعدم تمكينها من ممارسة مهامها في الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على المدينة وموانئها. وفي تقرير تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة موجه إلى مجلس الأمن أشار إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها البعثة يتمثل في القيود التي يفرضها الحوثيون على حرية حركتهم وتنقلهم، لم تتمكن البعثة من زيارة الموانئ في الحديدة في الصليف ورأس عيسى الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ولم يسمحوا لبعثة الأمم المتحدة بالوصول إلى مناطق جنوب الحديدة منذ أن انسحبت منها القوات التابعة للحكومة.

وفي هذه الحالة المقترحات البريطانية كانت لصالح الحوثيين ورئة تتنفس منها الجماعة الحوثية، على أن هذه المقترحات غير مدروسة، مما سببت معاناة مأساوية للشعب اليمني بشكل عام والجنوب بشكل خاص، رغم أن بريطانيا ومجلس الأمن على دراية بما يدور من انتهاكات حوثية في الحديدة وغيرها ولم تحرك ساكناً من قبل بريطانيا ومجلس الأمن تجاه تلك الخروقات والانتهاكات وزرع ألغام والتحشيد العسكري الحوثي.. لا ندري ما سر ذلك التعاطف والرعاية والاهتمام الذي تحظى بها جماعة الحوثي، ويبدو أن بريطانيا أصبحت وصية على الملف اليمني، حتى مؤتمر الحوارات الوطني الذي انعقد في صنعاء كان لبريطانيا حضور بهذا المؤتمر من خلال تقديم مقترح الأقاليم الستة، هذا هو أيضاً مقترح بريطاني.

عجباً لهذه الوصايا من قبل بريطانيا على الملف اليمني! وأيضاً تعاطف مجلس الأمن الدولي والبريطاني مع الحوثيين! لا نستطيع أن نفسر ذلك التعاطف على اعتبار أن له أبعادًا سياسية واقتصادية وأمنية ومعيشية يدفع ثمنها الشعب اليمني. وأصبحت اليمن اليوم تعيش شبه صوملة وإذا استمرت الحرب أكثر من عام يكون اليمن صوملة ثانية.

هذا بتقديري الشخصي طالما لم تكن النوايا صادقة من قبل بريطانيا ومجلس الأمن وصناع القرار بحل الأزمة اليمنية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص