آخر تحديث :الاثنين 27 مايو 2024 - الساعة:02:51:26
تهيئة الشرعية الجنوبية لفرضها
عادل العبيدي

الاثنين 18 مايو 2020 - الساعة:20:58:32

قد يبلغ اتفاق الرياض مبلغه في عدم التزام حزب الإصلاح بتنفيذه، ويكون راعي الاتفاق متراخٍ وغير جادٍ في الضغط على الطرف المعرقل بتنفيذه، هنا تكمن الخطورة على الجنوب وقضيته وشعبه، الثقة في قيادتنا الجنوبية في الخارج والداخل لن تتزحزح قيد أنملة فيما يتخذونه من قرارات وما يقدمون عليه من خطوات والمتعلقة باتفاق الرياض صبرا وتنفيذا.

أنما الخطورة أنه قد تكون هناك حكاية من استمرار المماطلة والتخاذل في عدم تنفيذ اتفاق الرياض، كعدم جدية الدولة الراعية والدول الضامنة في أن يكون للجنوبيين من يمثلهم التمثيل الحقيقي في أي تشكيل حكومي قادم وفي مفاوضات الحل النهائي كسكان أصليين على أرضهم، وأيضا خطورة عدم جدية حل المشكلات والأزمات التي يعاني منها الجنوبيين في مختلف جوانب حياتهم والرضى بزيادة هذه المعاناة .

 تهيئة الشرعية الجنوبية (تجهيز تشكيل حكومة جنوبية ) يجب أن تتم وتكون جاهزة في أدراج الانتقالي لفرضها في الوقت المناسب كأمر واقع وحتمي وضروري في حال استمرار عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض واستمرار الاعتداءات الإخوانية والإرهابية على القوات الجنوبية، واستمرار تصدير الأزمات الخدمية إلى كل بيت وإلى كل نفس جنوبية .

 صراع حزب الإصلاح مع الانتقالي هو صراع من أجل الشرعية، كلا يريد الحصول على الشرعية، الإخوانيون يريدون الاستئثار بالشرعية والقرار السياسي لوحدهم ويكونون فقط هم المسيطرون من أجل تسخيرها لاحتلال الجنوب مرة أخرى، لهذا فهم في نقض دائم للعهود والمواثيق، وما تكرار هجماتهم العدوانية الإرهابية ضد القوات الجنوبية في شقرة المتزامنة مع التوقيع على اتفاق الرياض كانت بمثابة أمنيات عسى يخترقون صفوف الجيش الجنوبي ثم يأخذون بنعش اتفاق الرياض إلى مثواه الأخير، كل ذلك حتى لا يشاطرهم الجنوبيين في ما تسمى الشرعية، وهذا يأخذنا إلى استحالة موافقة الإصلاح على تنفيذ اتفاق الرياض أبدا .

بدوره الانتقالي يسعى جاهدا إلى تنفيذ اتفاق الرياض ليحصل على الشرعية لكي يقوض على الإصلاح كل المساوئ العدوانية ضد الجنوبيين، وتبخر أمنيات الإخوان في اختراق صفوف الجيش الجنوبي إلا دليل على استحالة موافقة الانتقالي على استمرار استئثار الإصلاح بالشرعية في المناطق الجنوبية المحررة .

 من خلال تلك التشنجات السياسية والعسكرية بين الانتقالي والإصلاح يا أما نكون أمام ضغط سعودي إقليمي دولي على حزب الإصلاح لتنفيذ اتفاق الرياض بسحب قواته من محافظات الجنوب وإعلان تشكيل حكومة المناصفة، أو أننا سنكون أمام فرض الشرعية الجنوبية من قبل الانتقالي في المحافظات الجنوبية والتي سيكون تشكيل حكومتها خالصة من أبناء الجنوب، ولها ستكون دول التحالف ودول الإقليم والعالم مجبورين على الاعتراف بها، كون فرضها لن تكون بدعة أبدا بل هي غاية الجنوبيين التي دأبوا على السعي إليها بنضالهم وتضحياتهم وبشراكتهم التحالف العربي وحتى بتوقيعهم على اتفاق الرياض والسعي إلى تنفيذه .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص