آخر تحديث :السبت 25 مايو 2024 - الساعة:14:17:26
يكفي معاقبة وإذلال شعب بجيشه وعنوان صموده وعزته
سالم الفراص

السبت 07 مايو 2020 - الساعة:23:15:36

مررت بهم صافحتهم نظرت إلى وجوههم تأملت ما تركته السنون على ملامحهم وأجسامهم، نعمت بودهم وحلقت بعيدا بفضاءات  سماحة وعظمة ارواحهم.

كانوا كلهم من قداما منتسبي جيش الجنوب.

وكلهم ممن تلقوا علومهم  في اعلى الأكاديميات العسكرية الاختصاصية.

وكلهم ممن تأندوا ليكونوا في مقدمة الصفوف ليقولوا لا للضم والالحاق والتهميش والاضطهاد.

وكلهم ممن تحملوا تبعات التسريح والفصل والاضطهاد لقاء موقفهم تلك ضد نظام صالح الأسري الجهوي .

منهم القائد والمهندس والطيار  والخبير والأركان.

ومنهم السجين والمطارد والجريح.. ومنهم.. ومنهم.

تحملوا التجويع والتغييب ومختلف أشكال الترهيب.

كانوا اول المتظاهرين والمعتصمين والمنادين سلميا بإسقاط ورحيل حكم عفاش.

كانوا بوصلة خلق وتحديد الخيارات.. كانوا الاب والاخ والصديق  والدرع الأمن والحصين ومازالوا.

كانوا الفخر والعزة والشموخ ومازالوا.. كانوا الأمن والأمان والضمان ومازالوا.

كانوا ومازالوا اكثرنا قوة واشدنا مراسا واقدرنا صبرا واوسعنا حلما.

لم يثنيهم تجويع وتنكيل وتسريح  حكم عفاش صاحب مبدأ  خليك بالبيت عن تمسكهم بأهم خيارات الشارع الرافض لحكم وسيطرة وتطفل القبيلة والاسرة.

تحملوا ارزاء غل وحقد من استأثروا بمقدرات العباد والبلاد.

فكانوا هم شرف وقوة ورفعة جنوب اليمني وانموذجا حيا لكل الوطن يوم كانت دولة جمهورية اليمن الديمقراطية، صانوا حدودها افزعوا أعدائها قطعوا دابر كل يد امتدت لتعتدي وكل لسان تطاولت لتفتري.

صانوا وسهروا على تأمين كل شبر منها في الأرض والسماء والبحر.

ولهذا وبسبب كل ذاك ها هم اليوم وبعد أن ضنوا صادقين بأنهم شارفوا على بلوغ بعض أحلامهم التي انهارت وامانيهم التي خفتت  او كادت.

ها قد اصبحوا بلا رواتب بعد أن بات مقداره وقيمته لا تكفي  لملء فم وإشباع بطن واحدة لأسبوع.

لا الشرعية التي قبلوا بها ولا الانتقالي  الذي راءوا فيه امل يرتجى ،ولا التحالف الذي بدأ أكثرهم لهم تجاهلا واذى.

وها قد أصبح مؤكدا أنه جيش لابد أن يدفع ثمن مواقف شعب ضحى ومازال بكل غالي ونفيس ليبقى حرا كريما ابيا منذ الاستقلال وحتى إعلان الوحدة المغدورة والمستلبة.

جيش جرى ترصد ما تبقى منه لكي يكونوا عبرة لكل من ينادي باستعادة الحرية والديمقراطية والأمن والأمان والاستقرار والعيش الكريم.

جيش ينافق ويدلس ويخون كل من يقول ويفسر أو يحلل ما حدث ويحدث له بغير ذلك .

وهو الذي مر عليه ما يقارب من مائة يوما على أبواب معسكر التحالف دون مجيب او مستجيب لمطالبهم التي لم تتجاوز حدود المطالبة برواتبهم المنقطعة لأكثر من أربعة اشهر.

مائة يوم تقريبا وهم يفترشون دون كلل او ملل التراب تحت حرارة الشمس المحرقة علهم يوصلون رسالتهم  لمن يدعون حبهم لهذا الوطن ويجاهرون بحبه وأحياء قيمه ومبادئه ويتسابقون على اعتلاء مناصب حكمه وادارته.

مائة يوم  وقبلها عدد من السنون وهم يعصبون واسرهم ومن يعيلون على بطونهم من الجوع والحرمان.

فهل أدرك من يمسكون يتحكمون المنافع وتمتع الوطن الان أنهم ومن يسبحون بحمدهم ويديرون دفتهم ويعتلون أكتافهم ، انهم

قد أصبحوا وهو معهم مسؤولون  بما فيه الكفاية عن  كل ما يحاك  وما يبيت لهذا الجيش وما يحملها من قيم وثقافة.

ويقفون على مسافة واحدة من  تعمد تجويعه وتهميشه  ومعاقبته.

وهل أدرك المتعالون ومن يدور في فلكهم بعد هذا إن شعب الجنوب وفي الطليعة منه رموز جيشه القديم لن يقبلوا ذلا وانسحاقا كهذا تحت أي مبررات وذرائع كانت.

شعب وفي المقدمة منه جيشه الوطني يطالب اليوم  بوقف سياسة التحفظ على من نصبوا ونصبوا من أبناءه ليكونوا رهائن لديه ليعودوا ويواجهوا مسؤولياتهم بدون مواربة أو خنوع او مبررات واهية.

و لتطلق يد هذا الشعب ليدير مقدراته بنفسه دو ن وصاية، وبعيدا عن قوائم التحذير والمحاذير ووقف  ومواصلة الوقوف ضد حقه في تمكينه من ادارة واستغلال ثرواته النفطية والبحرية والذهنية بدون تدخل من احد.

واذا كنا هذا  في الأمس مع نيل مدرسينا حقوقهم، فإننا اليوم ملزمون للالتفاف مع والى جانب رموز جيشنا الوطني حتى تعاد له حقوقه وكرامته التي هي حق من حقوق وكرامة الجميع.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص