آخر تحديث :الجمعة 23 مايو 2025 - الساعة:00:26:30
الجنوب.. بين تأهيل شبابه وكوادره ومحاولات حرف البوصلة
أدهم الغزالي

الجمعة 03 مايو 2020 - الساعة:22:41:20

الجنوب اليوم بحاجة إلى تأهيل في كافة المجالات، وأولها قطاع التعليم الذي أصبح في حالة شلل تام بسبب السياسات الخاطئة التي جعلت من المعلم هدفًا رئيسيًا لتدميره من خلال عدم إعطائه حقوقه، وبالتالي تدمير التعليم بشكل عام وحرف مسار التعليم الذي يعتبر سر نهوض الأمم وتقدمها وتحويل كوادر هذا المجال الهام إلى مليشيات من خلال توجيه هذه الفئة الهامة إلى ميادين المعارك بكل خِسة ودناءة من أجل تدمير العملية التعليمية، وكل ذلك بسبب الإغراءات التي يرونها مع الغير، حيث حدثت أمور في الجنوب لم تحدث في أي بلد آخر، وهي أن يكون معلمًا يؤدي خدمة جليلة وعظيمة في إطار اختصاصه ويتحول بين ليلة وضحاها إلى قائد عسكري كبير يقود لواء أو كتيبة أو سرية أو غير ذلك من التشكيلات العسكرية، وهذه رسالة سيئة مفادها: "اترك التعليم وخدمة الأجيال والتحق بمجال ليس مجالك" وهي رسالة لها معاني ومغازي كثيرة لمن يهتم ويفهم ويفكر بما يتم التخطيط لهذا الوطن الجريح المكلوم..

أيضا الجنوب بحاجة لتأهيل شبابه ذكورًا وإناثًا في السلك العسكري والأمني والمدني تأهيلا حقيقيا بعيدا عن الملشنة، وإعطاء دورات تأهيل بدلا عن إعطاء الألقاب والرتب والمناصب لمن لم يكن عنده أي تأهيل عسكري أو أمني أو مدني وترك المجال لأصحاب الكفاءة والخبرة والتأهيل والاختصاص، وأيضا إتاحة الفرصة أمام الكوادر الشابة لتأهيلها أولا أفضل من الزج بها في مهالك سيكون لها ثمن كبير في مراحل لاحقة، وما حدث في 28 أغسطس 2019م خير مثال على ما نقول.

شباب الجنوب ليسوا بحاجة إلى دورات في الطبخ ولا الكوافير ولا الخياطة ولا دورات في الإعلام المضلل ولا دورت في المنظمات التي لا يعرف هدفها، وليسوا بحاجة إلى أيٍّ من هذه الأمور السطحية التي تأخذ أكبر من حجمها ويتم الترويج لها في الإعلام على أنها مشاريع تنموية تخدم الناس، فمن أراد أن يخدم حقيقة، فلا يقدم السمكة - كما يقولون - بل يعلم الناس كيف تصطاد من خلال تأهيل الكوادر تأهيلًا حقيقيًا في كافة المجالات الحيوية الهامة التي تحتاج لها المرحلة، وأول ذلك الاهتمام بالتعليم - كما أسلفنا - وإعطاء المعلم كافة حقوقه لكي ينتج علمًا ومعرفةً وتربيةً حقيقيةً وأيضا تأهيل الكوادر في المجال العسكري والأمني حتى يستطيع أن ينهض الوطن ويحمي ويؤمّن نفسه وما دون ذلك سوف تستمر المعمعة واللعب بعواطف الشعب الذي سيكتشف في مرحلة ما كل الخداع الذي تعرض لها وحينها لا ينفع الترقيع.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل