آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:00:21:07
عدن التي في خاطري!
عادل حمران

السبت 01 مايو 2019 - الساعة:10:02:09

أشعر بفخر حين أجد المطرودين والهاربين من مختلف المحافظات يقطنون عدن، فهي من قبلت الجميع دون تمييز، وهي أمان الخائفين وأم المساكين، فيها يسكن الإصلاحي والحراكي والمستقل و المؤتمري ويمارسون حقوقهم بكل حرية، يجد الصحفي حريته في عدن، وحتى من ضاقت بهم الأرض والديار احتضنتهم عدن، ومن كُبِلت آراؤهم وحرياتهم وكلماتهم سمعتهم عدن، والأمثلة على ذلك كثيرة، فقادة الشرعية يسكنون عدن ونشطاء المجتمع المدني وجدوا عدن متنفسًا لكل مشاريعهم وأفكارهم وأحلامهم حينما حوصروا في صنعاء وتعز وأماكن عدة.

صحيفة الشارع التي أُغلقت أوراقها في صنعاء وسُجن مراسلها وصديقه في تعز عاودت نشاطها في عدن، وطاقمها يعيش بسلام ويكتب بحرية، وكذلك أخبار اليوم رغم سياستها التحريضية وسياستها الخبيثة إلا أنها كانت تُمارس نشاطها وتطل علينا كل صباح فقط لأنها في عدن، العاصمة التي تؤمن بحرية التعبير وسنة الاختلاف ويقطنها كل فئات المجتمع.

ذنب عدن الوحيد إعلام قذر صورها بصورة سطحية بشعة، نقل للناس ملامح لا تشبهها أبدا، رسموا في خيالنا بأن محافظة مأرب التي تملك شارعًا يتيماً تم تحويلها إلى سنغافورة وأن صنعاء التي لا يستطيع سكانها شتم الحوثي، ولو في قلوبهم، وطن الأمن و الاستقرار، رغم أن وفود الناشطين ييممون وجوههم نحو عدن بشكل دوري، ورغم ذلك فالكثير منهم يهربون إلى عدن يشربون ماءها و يستنشقون هواءها و لا يملون من شتمها وتشويه ملامحها الجميلة وتهويل كل سلبياتها دون أن يجدوا من يردعهم، فعدن تؤمن بالحرية ولو على حساب كرامتها وسمعتها.

يكفينا فخرًا بأن عاصمتنا عدن ملجأ لكل موجوع، ووطن كل مشرد، وحضن كل يتيم، وأمل كل يائس، من يستطيع أن ينتقد الحوثي في صنعاء أو حتى في قنوات العالم؟ ومن يستطيع أن يشتم العرادة و يسكن مأرب أو يعترض عن أي قرار أو يكتب بأن أساتذة الإخوان تحولوا بين ليلة و ضحاها إلى قادة ألوية؟ ولكن تعرفون مئات الأقلام الرخيصة تسب و تشتم عدن وقادتها وسلطتها ومقاومتها ويعيشون بسلام؛ بل يلتقطون معهم الصور التذكارية دون خوف أو خجل.

عدن التي في خاطري غير التي تسمعون عنها في الإعلام أو قنوات الأعداء، عدن أمان وسلام ومحبة، عدن الناس الطيبين الذين يحيون الأمسيات ويعملون الأطباق الخيرية والحفلات الفنية، عدن معاذ الأصبحي وصوته الجميل الذي يزين المسرح، عدن يزيد الربيعي وحفلاته الفنية، عدن أصيل الأهدل ورقصاته التي تشاركه كل خلايا جسده، عدن حامد الخير ومنتجع نشوان وخليج الفيل، عدن التي نسكنها غير التي يصفها الأعداء بكثير، لا ننكر بأنها تتعرض للتشويه، وأن خاصرتها مليئة بالجراح العميقة نتيجة واقع صعب وسياسة خبيثة؛ لكنني أثق جدا بأنها ستنتصر وأننا جميعا سنعيد لعدن مكانتها وجمالها وسنعيش جميعا بعدن التي في خاطري.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل