آخر تحديث :الجمعة 23 مايو 2025 - الساعة:00:26:30
حوار العرب والصهاينة
أدهم الغزالي

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

في فلسطين المحتلة طوال فترة الاحتلال، وخصوصا بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني (اسرائيل) عام 1948م، كان العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص يناضلون من أجل تحريرها من النهر إلى البحر، دولة فلسطينية عربية موحدة، ولكن بعد ان تقوى عضد الصهاينة وقوي عودهم فيها بدعم غربي كبير جدا، ادخلوا العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص في مفاوضات، الهدف منها التنازل عن المبادئ والثوابت ابتداء بوعد بلفور واتفاقية كامب ديفيد واتفاقية اوسلو وغيرها من الحوارات والمفاوضات التي وصلت إلى حد الاعتراف بدولة إسرائيل على حدود 67، ومن ثم التخلي عن القدس الغربية، وحاليا وصل الأمر إلى إعلان هذا الكيان الغاصب القدس الشريف كاملة عاصمة لدولته، ولم تجدي مصطلحات حل الدولتين والسلام الشامل والنهائي رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها العرب، وهذا اذا كل على شي فإنما يدل على أن الصهاينة عندهم رؤية إستراتيجية للبقاء والتوسع في المنطقة التي يعتبرونها أرض الأجداد التاريخية، وما المفاوضات التي يديرونها اصلا ماهي إلا من أجل تحقيق أهدافهم من خلالها، وما حدث خلال السبعين سنة الماضية خير دليل، فهم لا يدخلون أي مفاوضات إلا اذا كانت الاستفادة لصالحهم، يخططون بشكل جيد ويضعون الشروط، وبالتالي يصلون إلى غاياتهم التي رسموها، فيما العرب اصحاب الحق يلهثون وراء السراب، ولا يجنون إلا الخيبات، لأنهم تنازلوا عن حقهم، ووضعوا الثوابت والمبادئ جانبا، وانهمكوا في صراعات داخلية كانت ولا زالت اليد الطولى فيها للصهاينة، فقد تحول الأمر من المواجهة مع الاحتلال ورفضه رفضا قاطعا ابتداء بالمواجهات التي حدثت بعد اعلان دولة إسرائيل في ال14 مايو 1948م بين السكان الفلسطينيين وبدعم من مصر وسورية والأردن وحرب 67 التي انتهت بسيطرة الصهاينة على كامل فلسطين بالإضافة إلى الجولان وسيناء وقال العرب حينها كلمتهم (لا صلح لا تفاوض لا حوار)، لكن للأسف اليوم تحول الأمر إلى المواجهة داخليا وحين سكت سلاح الحق أمام العدو المشترك للعرب توجهت نيرانه إلى الداخل وكل ذلك من عمل الصهاينة لكي تتحقق أهدافهم.
لذا لابد من العودة إلى السقف المرتفع ومواجهة النار بالنار لأن الذي أخذ بالقوة لم ولن يستعاد بالحوار ولا بالمفاوضات فكما أخذ يرد، وبدون ذلك سيبقى العرب يدورون في متاهة فارغة، ولن يصلوا الى شي غير التدمير الذاتي لدولهم، وكما حدث لبوابة العرب الشرقية التي كانت تدافع عن الامة سيحدث في غيرها، وحدث فعلا ومانشاهده حاليا من تدمير للجيوش العربية الأصيلة كالجيش المصري والجيش السوري وقلبهما الجيش العراقي وجيش اليمن الجنوبي ماهو إلا فصل من الفصول الأخيرة التي حاكها اليهود لتدمير الأنظمة العربية وتحويل جيوشها إلى ميليشيات لكي يسهل عليهم تحقيق حلمهم واعلان دولتهم الكبرى من البحر إلى النهر وهذا لن يحدث بإذن الله ما دامت دماء الحرية تسير في عروق العرب الاقحاح ولو كره الصهاينة ألمعتدون ولن يذهب حق بعده مطالب..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل