آخر تحديث :الاثنين 13 مايو 2024 - الساعة:12:09:38
تعز تعود إلى سدة الحكم من بوابة الجنوب
عبدالله سالم الديواني

الاثنين 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

في مفارقة عجيبة للزمن أو ربما سذاجة وعروبة الجنوبيين المبالغ فيها وصل إلى سدة الحكم في جنوب اليمن في منتصف السبعينات 3 من أبرز أبناء تعز إلى سدة القيادة في الدولة الحديثة حينها بعد إعدام الرئيس سالمين وهم: عبدالفتاح إسماعيل رئيس وأمين عام الحزب ومحسن الشرجبي وزير لأخطر وأهم وزارة في الجنوب (أمن الدولة) وسعيد الجناحي كمنظر وقائد .

وهذا الثلاثي لعب دورًا كبيرًا في حرمان الكفاءات من أبناء عدن والجنوب في الوصول إلى العديد من المناصب المهمة حيث كان لهذا الثلاثيّ , وبـ اسم الحزب القائد السيطرة شبه الكاملة على كثير من مفاصل الدولة ولم تكن هناك معارضة علنية لمثل هذا الوضع حينها ؛ لأن هذا الفريق كان يوهم الناس أن عمله هذا لصالح الحزب والشعب وأخضعتهم للتسليم بهذا الأمر مقولة عبدالفتاح إسماعيل التي أطلقها حينها باسم الحزب وكأمين عام وهي (الأممي الجيد هو الوطني الجيد)...وجاءت أحداث يناير 86 المؤلمة وحصل ما حصل فيها من قتال ودمار للدولة وكوادرها من الطرفين وكان أغلب الضحايا من طرفي الصراع الجنوبي ونجى أغلب هؤلاء من الأحداث مع إنهم كانوا وراء تأجيجها وإشعالها.

وبعد أكثر من 3 عقود من الزمن ومرور اليمن بشطريها شمالا وجنوبًا بأحداث عاصفة ظلت القيادات السياسية الهامة من تعز تترقب الموقف عن بعد لتعود إلى مشهد القيادة وسدة الحكم من البوابة الجنوبية.

من خلال اختيار البركاني رئيسا للبرلمان ورشاد العليمي لائتلاف الأحزاب اليمنية المساندة للشرعية حسب قولهم ، ومعين عبدالملك رئيسا للوزراء وهذا الثلاثي الجديد ربّما يصبح في يده مستقبلا مستقبل الشرعية والخضوع لها اسما مع إنها قلبا مع المؤسس في المركز المقدس وربّما سيكون نشاطها ولو بشكل مبطن لصالح الشمال وضد كل ما يتعلق بحقوق الجنوبيين سواء بفك الارتباط أو بالإقليمين أو بأي صفة أخرى ليظلوا متسيدين على سدة الحكم مستقبلا .

لماذا نسمي هذه العودة النشطة لقيادات الحالمة تعز ؟ هل هي غباء الجنوبيين المتكرر وبفطنة وحنكة قيادات تعز ؟ أم أن هذا الأمر قد أتاحته لهم الشرعية الحالية التي تعتقد أنه بمثل هذه المواقف سوف تحد من طموح معارضيها من الجنوبيين مع إن المستقبل سيثبت أن الشرعية نفسها , أو لمن سيكتوي بنيران هذا الثلاثي الذي لا يرى في المشهد السياسي في اليمن ؛ إلا نفسه ومصالحه وهم قد أثبتوا في الماضي والحاضر أنهم يسعون لتولي سدة الحكم وبأشكال انتهازية ويعرفون من أين تؤكل الكتف.

لسنا عنصريين ولا ضد الكفاءات من أبناء تعز الأشقاء وهم منا وإلينا ومثلما لهم حق في الوصول إلى سدة الحكم فإن للجنوبيين الحق أيضا في الوصول إلى سدة الحكم ليكونوا أسياد أرضهم وليس غيرهم.

فمرحبًا بالثلاثي التعزي في سدة الحكم (مؤقتا) والعزاء للجنوبيين الذين ظلوا ولازالوا مشتتين ولم يتعلموا من الدروس القاسية التي مر بها الجنوب والشمال خلال أكثر من 50 سنة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص