آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:14:47:29
يا مارتن.. مشاورات السويد بين أطراف الصراع كسابقاتها
فضل محسن الطيري

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

من خلال التجربة السابقة والتي بدأت بمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء والتي استمرت ستة أشهر ، وقد خرج المؤتمر بمخرجات قد أصبحت مخرجات عقيمة حتى يومنا هذا ، ومن بعدها عدد من اللقاءات والحوارات بما في ذلك مؤتمر جنيف ، وهي الأخرى أصبحت أيضاً عقيمة ، هذا ما لمسناه من أطراف الصراع اليمنية التي لا زالت مستمرة في الحرب وقد دخلت عامها الرابع ، والشعب اليمني يدفع ثمن هذه الحرب.

 

 ومن أسباب فشل أطراف الصراع في محطاتهم السابقة هي عدم المصداقية وانعدام الثقة بين أطراف الصراع منذ مؤتمر الحوار وحتى الآن ، وباعتقادي الشخصي أن مشاورات السويد ستكون كسابقاتها وهناك أيضاً  سبباً آخر وأكثر خطورة هي عدم مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه حل ملف الأزمة اليمنية وإذا نظرنا  إلى الأزمات السياسية والعسكرية في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان فإنها لم تعالج من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويلاحظ بأن هناك تسابق وتنافس من بعض الدول الكبرى التي توجد لها قواعد عسكرية سواءً في سوريا أو العراق أو غيرها.. ماذا يعني هذا التدخل بشأن هذه البلدان في منطقة الشرق الأوسط ولم نلمس من الأمم المتحدة ومجلس الأمن غير تغير المبعوثين الدوليين سواءً في اليمن أو هذه البلدان التي تم الإشارة إليها سلفاً والتي تعاني من الحروب حتى يومنا هذا بما في ذلك الحرب في اليمن؟!..

 

 أعتقد أن مشاورات السويد قد تكون المحطة السادسة من المشاورات ، وإن مشاورات السويد قد لا تحقق وقف الحرب بين أطراف الصراع ، وما لمسناه أن المشاورات في السويد والحرب لا زالت مستمرة في الجبهات.

 

 إذاً إذا وجدت نوايا صادقة لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن عليها أن توجد آليه أخرى وأن تتحاور مع المملكة العربية السعودية والإمارات التي تدعم الشرعية  باليمن باسم التحالف وأن تتحاور أيضاً مع إيران التي تدعم الحوثيين وأعتقد أن مفتاح حل الأزمة في اليمن بيد هذه الدول التي تم الإشارة إليها آنفاً.


وسؤال يطرح نفسه : هل تدرك أطراف الصراع اليمنية أن هناك تنافس من قبل بعض الدول الكبرى على البحر الأحمر ومضيق باب المندب والجزر اليمنية البالغ عددها 112 جزيرة وأكبرها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجزيرة كمران وميون اليمنية وهذا التنافس قد بدأ منذ القرن الماضي مروراً بفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة وانتهاءً بالفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي الممتدة حتى الآن ، ومن أسباب هذا التنافس الدولي على اليمن إطلال الميناء على مضيق باب المندب الذي كان وما زال مصدر الأهمية الجيواستراتيجية التي تتمتع بها اليمن في السلم والحرب معاً ، إذ مكنها من السيطرة على الملاحة الدولية القادمة من المحيط الهندي والمتجهة إلى البحر المتوسط وكذا على الطريق التجارية القادمة من أوروبا والمتجهة إلى المياه المفتوحة في المحيط الهندي قبالة أستراليا وجنوب آسيا.

 

وخلاصة القول أن التنافس الدولي من قبل بعض الدول على البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، حيث أن البحر الأحمر يتميز من بين جميع بحار العالم بموقعة الفريد إذ يقع عند التقاء ثلاث قارات وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا ويعتبر من أهم شرايين المواصلات في العالم ؛ بحيث يربط البحار المتصلة بالمحيط الهندي عن طريق باب المندب وقناة السويس ؛ وما خفي كان أعظم!..

 يا أطراف الصراع.. عليكم العودة إلى الحكمة اليمانية ، أن تدركوا جيداً بأن بعض الدول الكبرى لها مطامع في اليمن نظراً للأهمية الجيواستراتيجية لليمن والتي تم الإشاة إليها بشكل موجز ومختصر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص