آخر تحديث :الخميس 22 مايو 2025 - الساعة:19:33:03
إيران والعرب.. إلى أين؟!
أدهم الغزالي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

استطاعت إيران ومن يقف خلفها تأسيس جماعات تابعة لها خارج حدودها الجغرافية ومدتهم بكل ما يلزم من وسائل البقاء والثبات (مادية وعسكرية ومعنوية) وكانت صادقة في دعمها لهم ولم تتخلَّ عنهم بل تلوح بأنها ستستمر في دعمها ولن تتخلى عن حلفائها في المنطقة مهما كلف الثمن رغم العقوبات الدولية المتجددة عليها،  وبالمقابل هناك دول في الجانب الآخر (عربية)  تقاوم مشروع إيران التوسعي في المنطقة وتخوض حربًا شرسة لصد ذلك المشروع ، ولكنها لم تستطع أن توثق علاقاتها مع من يقاتل إلى جانبها في مواجهة ذلك الخطر المحدق بالأمة العربية أرضا وإنسانا ولم تقدم الدعم الحقيقي (السياسي) اللازم الذي يرتقي إلى المواجهة الحقيقية مع أدوات إيران في المنطقة ، بل لم تقدم الضمانات الكافية للاستمرار في مواجهة هذا المشروع حتى النهاية على قاعدة الشراكة الحقيقية ، ولم تثق هذه الدول حتى اللحظة بشركائها الذين أعلنوا عن شراكتهم من طرف واحد وبدون أي ضمانات رسمية واضحة حتى اللحظة - (المقاومة الجنوبية نموذج) - رغم الدعم العسكري الذي هو بالأساس من أجل الحفاظ على الأمن القومي لدول منطقة الخليج خصوصًا والعرب بشكل عام وهو غير كافٍ بحد ذاته إذا لم يرافقه دعم سياسي واضح في المحافل الدولية المختلفة ، وهذا ما أخّر انتصارات دول المحور المقاوم لمشروع إيران في المنطقة حتى اللحظة ولا بد من التصحيح عاجلا غير آجل.

وهناك نموذج مؤلم في دولة عربية شقيقة وهي سوريا ؛ حيث قدمت دول عربية دعمًا عسكريا وماليا ضخما لجماعات مسلحة تحت مسميات مختلفة ولكن بدون أي غطاء سياسي حقيقي ، وها نحن نشاهد نهاية مأساوية لتلك الجماعات المتفرقة التي قاتلت الجيش السوري على أمل تغيير النظام هناك ولكن الدول صانعة القرار لم ترضَ أن يحدث في سوريا ما حدث في العراق من انهيار تام لمؤسسات الدولة بعد الغزو ودخول داعش على خط اللعبة المرسومة سلفًا للسيطرة على الأمة والتحكم بمقدراتها تحت حجة القاعدة وداعش ، وكان هدف صانعي القرار هو إضعاف سوريا لمصلحة إسرائيل فقط ولم يكن هدفهم إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد أو إنهاء نظام حكمه ، ولكن للأسف وقع العرب في فخ المؤامرة.

إن المخططات التي رسمت للمنطقة العربية منذ زمن ها هي تنفذ اليوم على أرض الواقع ولكن بطريقة ذكية وعن طريق أدوات رخيصة الثمن تنفذ بدون أدني تفكير للعواقب التي قد تلحق بالأمة من جراء هكذا تصرفات ، وللتذكير فقد حارب العراق بقيادة الشهيد البطل صدام حسين إيران ثمان سنوات قدم خلالها الآلاف بل ملايين العراقيين دفاعا عن الأمة العربية من التوسع الإيراني ، ولكن بالمقابل كان صدام كبش فداء لسياسات خاطئة دفع ثمنها العراق وشعبه العظيم غاليًا ولا زال يدفع الثمن حتى اليوم بعد أن سيطرت أذرع إيران على مفاصل الدولة المنهارة في هذا البلد العربي الذي أصبح مقر انطلاق لتحركات إيران في الخليج والمنطقة برمتها!.

قبل الختام نقول .. إن أي شراكة بين الدول لا تراعي أدنى معايير العمل المشترك ستشوبها الإخفاقات ، وأي شراكة بدون ضمانات رسمية حقيقية لن ترى النور ولن يكتب لها النجاح والعِبَر من التاريخ كثيرة..

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل