آخر تحديث :الجمعة 23 مايو 2025 - الساعة:00:26:30
روّاد التواصل الاجتماعي .. بين التشويش المتعمد والحقائق المرة
أدهم الغزالي

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

حالة فوضى تعيشها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام ، سببها عدم الفهم الكافي عند البعض لما يدور على الساحة وعدم القدرة على فهم واستيعاب المتغيرات ، وبالتالي نرى جل رواد التواصل الاجتماعي يخبطون هنا وهناك، ينشرون منشورات غير واقعية وغير منطقية ، البعض من المنشورات صناعة مطابخ سياسية إعلامية معادية وموجهة ولها أهداف معينة ، والبعض من رواد التواصل مجرد أداة ووسيلة فقط لنقل مثل هكذا منشورات - طبعا بدون وعي وبدون أدنى تفكير أو إدراك - وهذه المنشورات الهدف منها خلق حالة من الشحن المناطقي وإنكاء جراح مضت وخلق صراعات وانقسامات بين الجنوبيين لإلهائهم عن قضيتهم الأساسية وعن أهدافهم وأيضا للتشويش علينا ولفت أنظارنا بعيدا عن المخطط الذي يتم العمل على تطبيقه واقعاً بعد أن عملت قوى معادية على إنجازه منذ زمن ولم تستطع تحقيق هدفها ؛ لأن شعبنا وقف لهم بالمرصاد،  ولهذا نرى اليوم مطابخ سياسية إعلامية تشتغل وبقوة من أجل فرض واقع معين، والدليل على ذلك إشغال الشعب بالخدمات الأساسية (كهرباء - ماء) التي تعتبر واجب وطني وأخلاقي على الحكومة توفيرها ، بالإضافة إلى تجويع الناس عمداً من خلال التأخير والمماطلة في صرف الرواتب، وهذا أمر خطير جداً جداً وليس عفوياً ، فخزينة الدولة مليئة بالمليارات من دعم ومعونات كبيرة ، ولكن القائمين على الأمور لهم هدف آخر وهذا الهدف يتمثل في الزج بأبناء الجنوب الأبطال في محارق الحرب التي تدور في رحاها الشمال وخصوصاً حرب الحديدة وما حولها ، ولهذا يعملون على تجويع الناس حتى يذهبوا إلى الجبهات ليحصلوا على بديل للراتب الأساسي (الشرعي) ، وهذه جريمة حرب يجب إدانتها من قبل الجميع حتى لا يتم إفراغ الجنوب من قواه الحية التي صارعت الاحتلال منذ زمن ليتسنى لهؤلاء تنفيذ مخططهم بعد أن يضعفوا قوانا ويشتتوها ويفرقوها لكي يجعلوها ضعيفة غير قادرة على الحركة والمواجهة أو إذا أمكن القضاء عليها بشكل نهائي وإلى الأبد ، وهذا مؤشر خطير جداً في الوقت الذي يتم تجهيز جيش ضخم متكامل عدةً وعتاداً في مأرب وما حولها ولم يتقدم خطوة واحدة تجاه العاصمة صنعاء،  فلِمَ هذا الجيش؟!  ولمن يتم إعداده؟!  إنه جيش اليمن الاتحادي الذي سيتحرك في الوقت المناسب لكسر أي قوة تهدد ذلك المشروع الذي يرفضه شعبنا في الجنوب وهو مشروع تقسيم الجنوب إلى إقليمين  ، والشمال إلى أربعة أقاليم متداخلة إداريا مع أقاليم الجنوب تحت مسمى (اليمن الاتحادي) وسيكون مدعوماً إقليمياً ودولياً والضحية ...!.

اليوم يدرك كل عاقل ما يدور على الساحة اليمنية بشكل عام والجنوبية بشكل خاص ، ولكن للأسف  اختفت منابر التوعية والثقيف وغاب عنا الإعلام الوطني الحقيقي الذي يوضح للناس الحقائق ويوجه الشعب نحو أهدافه ويعري ويكشف كل المؤامرات التي تحيط بنا من كل جانب ، ولهذا نرى أقلاماً كثيرة سقطت في الوحل بين تأييد وتطبيل وتلميع ، وبين أخرى حاقدة متربصة مريضة ومعادية ، وقلة قليلة من تكتب وتنشر الوعي وتنشر ثقافة التسامح والتصالح والإخاء بين أبناء شعبنا وكنا نتمنى من أقلام لمعت وخاضت معارك إعلامية منفردة وواجهت آلة إعلامية كبيرة وانتصرت، اليوم تلك الأقلام النيرة اختفت لا ندري لماذا؟! .

 

الإعلام اليوم أصبح بحد ذاته جبهة كبيرة مترامية الأطراف ومن يستطيع إدارة الإعلام بشكله الحقيقي سيواكب الأحداث ويستطيع من خلاله أن يوجه الشعب ويصحح مسار الاعوجاج حيث يحدث ، وبالتالي يكشف كل المؤامرات التي تحيق بثورتنا ويخلق وعيا شعبيا حقيقيا يستطيع من خلاله مواجهة كل وسائل الإعلام المادية التي تبث سمومها كل يوم للتأثير علينا بموجات كبيرة من الأخبار المغلوطة والإشاعات المغرضة التي تريد من خلالها جرنا إلى صدام (جنوبي – جنوبي) وتستثمر كل طاقاتها لكي تحقق ذلك ، وها هي اليوم تصنع أحداثاً عن بعد ، وهذه الأحداث يتم العمل على استثمار بعضها في الوقت الآني ، والبعض الآخر عند الحاجة ، وهكذا يستمرون في مسلسل التشويش وخلق التباينات هنا وهناك وكل يوم سيعززون عملهم بأدوات إضافية، ولمواجهة ذلك علينا أن نعمل من أجل خلق إعلام وطني حقيقي يواكب التحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة برمتها إعلام وطني حر يستمد منه شعبنا معلوماته بدل التخبط والعشوائية ؛ والله الموفق والمستعان..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل