آخر تحديث :الخميس 16 مايو 2024 - الساعة:20:04:52
اليمن لم ولن تنجب مثل الرئيس سالمين
فضل محسن الطيري

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

أنا توظفت في عهد الرئيس الشهيد سالم ربيع علي سالمين في 1975م في وكالة أبناء عدن وكان مدير الوكالة حينها الأستاذ / الفقيد سالم عمر ، وعند توظيفي في البداية تم ترتيب وضعي في قسم الاستماع السياسي في الوكالة وفي أحد الليالي ذهبت إلى التواهي  حيث توجد فيه المطاعم والمحلات التجارية أما مقر أو مبنى الوكالة في البنجسار لا توجد هناك أي مطاعم وغيرها ... عموماً تناولت العشاء  في مطعم الفقيه هذا المطعم يفتح أبوابه من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً وتوجد بهذا المطعم واجبات متواضعه وبأسعار رخيصه شاهدت الرئيس سالمين وبجانبه شخص آخر لم أعرفه يتناول وجبة العشاء وأنا بالقرب منهما طبعاً.. أنا جديد في العمل ولم أعرف سالمين بشكل شخصي وعندما غادر الرئيس سالمين سألت صاحب المطعم عن الشخصين قال وهو متبسماً هذا الرئيس سالمين وبجانبه الفنان أيوب طارش  أنا كنت مستغرباً بأن الرئيس يأكل في مطعم شعبي لماذا لم  يأكل في أحد الفنادق .. وتوجد أيضاً مقهى الشاي مشهورة في التواهي عندما ذهبت إلى المقهى القريب من المطعم شاهدت أيضاً الرئيس سالمين وأيوب طارش أمام مقهى الدبعي يشربوا الشاي وفي الشارع ولم تكن الحراسة قريبة منهم  عدت إلى النوبة في قسم الاستماع وتحدثت مع أحد الزملاء يدعى ناصر العابد محرر في قسم التمرير زميلي قد استشهد في 13يناير86م قلت له التقيت بالصدفة بالرئيس سالمين في المطعم والمقهى أجاب سالمين ستجده في سوق الخضار والأسماك واللحوم وفي المرافق هذا الرئيس ميداني ومتواضع ويتلمس هموم الناس .. وفي فترة من الفترات تم نقلي إلى قسم التحرير ومن بعدها بفترة تم نقلي إلى مكتب الوكالة في مطار عدن الدولي كان الرئيس الشهيد سالمين يستقبل بعض الوفود في المطار ولم نشاهد الحراسات داخل المطار وبعد فترة تم تكليفي مندوب الوكالة في المحافظة الثانية لحج في عهد عوض الحامد المحافظ  والمسئول التنظيمي بالمحافظة كان الرئيس الشهيد سالمين يقوم بزيارات ميدانية إلى المزارع مزرعة مجاهد مديرها عبدالله حسين  مساوى ومزرعة 26سبتمبر مديرها فضل اليماني الله يرحمهم ووادي خير وكذا التعاونيات الزراعية ومصنع الفيوش  الطماطم وزيارته هذه قد  خلقت حافزاً معنوياً لدى العمال الزراعين  ومؤسسات ومرافق الدولة في لحج .. كان شعار الرئيس ثمان ساعات عمل لا ثمان ساعات في العمل  .. وكنت أشاهد الرئيس يتناول وجبة الغداء في مطعم صغير متواضع جداً يوجد فيه الخبز الأحمر والسمك والحلبه وبأسعار رخيصه جداً وكان الرئيس الشهيد سالم ربيع علي يحضى بشعبية كبيرة على مستوى المحافظات الجنوبية ومن سلوكيات الرئيس الشهيد سالمين كان يرفض الهدايا والمحسوبية  وضد الفساد وكان الرئيس سالمين فعلاً  ينطبق عليه واثق الخطوة يمشي ملكاً هذا هو الرئيس سالمين مما دفعني إلى كتابة هذه المقالة الزيارة التي قام بها إلى مشأله قبل أن يكون رئيساً وحكاية المرأة اليافعية التي ذبحت لهم عجل وكان الأستاذ محسن سالم مكيش من المرافق له أثناء الكفاح المسلح وهو حالياً مدير مكتب الاعلام في محافظة عدن وبعد أن وصل سالمين إلى الرئاسة زار هذه الأسرة .. من هذا الموقف الانساني والأخلاقي وتواضعهم دليل قاطع على القيم الرفيعة التي كان يتحلى بها الرئيس الشهيد سالمين لم نجد رئيساً أو مسئولاً يتحلى بهذه الصفات من بعد استشهاد سالمين حتى يومنا هذا .. ومما دفعني أيضاً إلى كتابة هذه  المقالة ما كتبه الأستاذ العزيز والاعلامي الصحفي المعروف على مستوى اليمن والوطن العربي الأستاذ / محمد الحاج سالم مقالة بعنوان الشهيد سالمين وقفات نبيلة في حياته نشرت في صحيفة الطريق قبل أن تتوقف الصحيفة عن الإصدار .. عموماً  الكتابة عن سالمين تحتاج إلى عدداً من المؤلفات وهي قليلة في حقه .. وعلى كل حال لم تنجب اليمن رئيساً  مثل سالمين ولم تنجب اليمن أيضاً في صنعاء رئيساً مثل الرئيس ابراهيم الحمدي. ولم تنجب أيضاً مصر العروبة مثل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولم تنجب في الوطن العربي أيضاً رئيساً مثل جمال عبدالناصر الذي دعم حركات التحرر والذي عرف بمواقفة العربية والقومية وكانت في عهد مصر العروبة.
وخلاصة القول بأن اليسار المتطرف في الجبهة القومية يشعر بخطورة الرئيس سالمين شعبياً وجماهيرياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ولم يكن أمام اليسار المتطرف غير الخيار الأول والأخير بتصفية سالمين أما استشهاد الرئيس الحمدي الذي كان في تقارب بينه وبين سالمين بالتواضع والتأثير والعمل فان  استشهاد الحمدي يعرف قصته الضابط الصغير.. وأما الرئيس الراحل زعيم الأمة العربية فأن قصت استشهاده يعرفها الإخوان المسلمين في مصر ..

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص