آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:16:35:59
عمل استخباراتي معكوس
عادل حمران

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

كنت أقف بالقرب من احدى استراحات الشيخ عثمان منتظر قدوم صديقي وائل وعند انتظاري الذي تجاوز ربع ساعة كنت اشاهد أوجه غريبة وملامح حمراء باهتة تذكرني بملامح أولئك النفر الذين تعتقدون بأنكم تخلصتم منهم وطردتمهم بلا رجعة ، اقسم باليمين المغلظة بأنهم كُثر ويأتون إلى الاستراحة فُرادى و جماعات ، وآخر مجموعة عادوا من باب الاستراحة وذهبوا باحثين عن مكان آخر لعدم وجود أماكن لهم .


وفي آخر اشكالية بين قوات الأمن وحراسة  العنبوري كانت الرصاص تنتشر بكثافة نحو السماء وأصواتها تهز ارض عدن كنّا في كلية الطب بخور مكسر  لتغطية " اليوم العالمي للمرأة " خرجت مع آذان الظهر وكانت تختلط أصوات الرصاص مع صدى المؤذن ولأن الطريق كانت مغلقة اتجهنا إلى كريتر ومنذ لحظة الخروج كنت اشاهد ملامح حزينة تكسوا وجه الناس أمامي فكنت اسمع كلمات حزينة تخرج من داخل القلب مثل " حسبي الله ونعم الوكيل عليهم - اللهم احفظ عدن واهلها - يـ رب جنبنا المشاكل و الفتن - الله يدمر الي يريد تدمير عدن " كلمات حزينة وصادقة وموجعة جدا ، وعندما تحرك الباص كان مقري في آخر كرسي محاولاً معرفة أي شيء عبر نافذة الباص حتى صرخ رجل أربعيني ذو بشرة سمراء وجثة كبيرة مشتحكموش ( لن تحكموا ) هؤلاء قتلة ، يشتوا يعيدوا صراعات الماضي الله "......" حاولت الصمت لكنني لم استطع فقارعته وقلت له انت شمالي حرر ارضك وبعدين تهنجم علينا ما يحصل اخطاء وسيتم تجاوزها المشكلة بكم تركتم غرف نومكم للزيود وجئتم لنشر سموم حقدكم علينا حاول رفع نبرة صوته أكثر وحاولت المحافظة على هدوئي حتى اقسم بأنه عدني وضحك اغلب ركاب الباص لأن لهجته مختومة بختم ما بعد براميل الشريجة رغم هنجمته الجلية بأنه عسكري إلا ان ملامحه تغيرت وقرر النزول في كريتر فيما بقي ركاب الباص يحشون عليه وأعجبتني كلمة سمعتها من إحداهن قالت هذا عمل استخباراتي معكوس .


وختام مقالي اتصال يوم أمس بعد صلاة المغرب من صديقي انور دعاني إلى جلسة ليلية في كريتر وقفت أمام محطة الباصات في جولة القاهرة وفي وقت الانتظار ذهبت لشراء حبة ماء من البقالة المجاورة كان يقف امام باب البقالة رجل بثياب رثة و ممزقة و شعر مجعد و ملامح موجعة طلب من صاحب البقالة علبة ماء وكان بيده ثلاثين ريال فرفض طلبه ، بقي ذلك الرجل يحاول جاهد إقناع صاحب البقالة للحصول على الماء قائلا له عيب الأخ يعطي اخوه ، ياخي با اعطيك الباقي لا تستحقرناش ، وكلام مقنع لا يتحدث به عاقل ، فأشفقت عليه وقلت لصاحب البقالة حرام أعطه وانا غلق الباقي صاحب البقالة اخبرني بأنه يوميا في ذلك المكان ، ويوميا يريد طلباته واضاف المجانين كثروا مش عارف من نصدق ومن ونكذب مقسمين السوق بينهم وكلاً عارف حدوده قلت له أكيد استخبارات و بشكل معكوس .


وفي النهاية جمعت لكم شتات ثلاث قصص حصلت معي شخصيا وأريد تقديم همسة إلى رجال الأمن و جهازهم  القومي  عمل الجماعة منظم و مدروس ويشتغل العقال و المجانيين ضد الجنوب ولن يتركوا للجنوب حاله ، ثقتنا فيهم مشروخة واحداث الحرب الآخيرة خير دليل على غدرهم وأملنا فيكم كبير دوركم مهم وضروري جدا ونحن آملين فيكم خير لخدمة عاصمتنا الغالية وكل محافظات الجنوب .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص