آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:19:11:47
شتان بين جنة الريال و جنة الله!!
عادل حمران

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

عملت في أسوأ مرحلة مرت بها عدن في مدينة المنصورة محرراً صحفياً مع صحيفة " الأمناء"  كنت  خائفاً أضعاف سعادتي بالعمل !، لا توجد مواصلات إلى مقر الصحيفة وأغلب الأيام نمشي مشيا إلى هناك وحتى المارة يخافون من الوقوف وتحديدا في الليل و على طول الطريق وعرضها ، كانت تنتشر أطقم العصابات الإرهابية و الجماعات المتطرفة بكل حرية وكانت عدن في حالة صعبة جدا .
كان يخاف كوادر الجنوب وضباط  الجيش الجنوبي من الخروج من منازلهم ، وكانت الجريمة تحدث كل يوم ما بين حزام ناسف وعمليات قتل و اغتيال في مختلف مديريات عدن ، حدث بأن جماعات ملثمة دخلت إلى صرح جامعة عدن لتمنعنا من الاختلاط و لم تكن حينها أي قوة حقيقية نشكوهم إليها وحتى متنفسات البحار وشواطئه كانت تحت سيطرتهم ، ومنعوني ذات يوم من الجلوس داخل أحد خيام شاطئ جولد مور بمعيّة  زوجتي مع أنني عرضت عليهم عقد زواجنا وبطائقنا ! ، وقال :" لابد من وجود أطفال معكم " قلت له:  "مافيش معي أطفال  لو معكم أطفال جيبوا لنا !" ، كانت الجماعات المتطرفة تخنق عدن خلال تلك الفترة  .
يتذكر عدن وأهلها تلك المرحلة جيدا ويتذكرون حالة الاستياء و التذمر التي كنّا نعيشها و قساوة تلك الأيام التي مررنا بها كنت أفكر عن حال القتلة و العصابات التي كانت تتكلم باسم الدين أي دين  يقصدوه ؟! وأي جنة سيدخلونها بعد حصد روح الإنسان جعفر؟ وأي حور عين ستحضنهم بعد مقتلة شيخ الشهداء حريز الحالمي؟ وأي روح تسكنهم وجرائمهم دمرت كل قيم الإنسانية ؟  لكن بفضل الله ثم بفضل رجال الأمن من مدير أمن و حزام أمني و تحالف عربي تبين لنا بعد التحقيقات مع رفاقهم بأنهم كل حلمهم الفلوس شقاة مع عصابات كبيرة جدا جدا  بحفنة ريالات يقتل إنسان! و بحفنة ريالات يتم تغطية جرائم القتلة !حسبي الله عليكم!! .
ما أسعدني جدا من نتائج التحقيقات بأن أولئك ظهروا على حقيقتهم وأن الجماعات الدينية الحقيقية بريئة منهم لأن ديننا دين قيم .. دين حب و تسامح .. دين نصيحة .. دين يؤمن بروح الإنسان ويرى بأن هدم الكعبة حجرا حجرا  أهون عند الله من إراقة دم مسلم ، أنا أفتخر بدين محمد و عقيدة محمد فجرائم ذوناك الناس لا تمت للإسلام بصلة.. همهم جنة الريال و نعيمه ، أما جنة الله فطريقها مختلف جدا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص