آخر تحديث :الاثنين 17 يونيو 2024 - الساعة:19:53:02
انحطاط الحكام هذه الايام يجعلنا نترحم على الزعيم عبدالناصر
نجيب يابلي

الاثنين 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

البلاد العربية ومنها هذه البلاد اصبحت بقبضة الموساد الاسرائيلي والـ CIA الامريكية في سياق مخطط قذر لاعادة تقسيم البلاد العربية في سايكس بيكو .. هذا الواقع القذر ومنها واقع هذه البلاد السائر في سيناريو الضحك على الدقون ورحل عن دنيانا الشاعر الكبير نزار قباني في 30 ابريل 1998م بعد ان اعطى شهادته للتاريخ في عدة قصائد منها (تقرير سري جدا في بلاد قمعستان) عندما اعلن على رؤوس الاشهاد:

لم يبق فيهم لا ابوبكر ولا عثمان

جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان

ويقول:

جميعهم تضخمت اثداؤهم

واصبحوا نسوان

ويقول:

جميعهم تخنثوا

تكحلوا

تعطروا

تمايلوا اغصان خيزران

حتى تظن خالد سوزان

ومريما مروان

الله يا زمان

عبدالناصر ظاهرة استثنائية في التاريخ العربي الحديث:

سكن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حسين في ضمير ووجدان الانسان العربي من الخليج الى المحيط زعيما كاريزميا يحبه كل مواطن عربي وللقاعدة استثناء وتجمع المواطنون العرب في كل مكان حول المذياع (الراديو) ليسمعوا خطابه على الاثير وكان يتحكم في مشاعرهم بحجته القوية وصوته الرخيم الجميل.

دأب رحمه الله على البساطة وحب الانسان وتقديم العلم والثقافة في احلى حللها وتقديم العلاج والدواء ووسائل النقل الرخيصة وكان رحمه الله محبا للنكتة حتى في خطبه السياسية.

لم يكن هناك حاجزا بين هذا الرجل الكبير وبين مواطنيه فقد بعثت فتاة مصرية يتيمة اليه برسالة وقالت له: يا فخامة الرئيس سيعقد حفل قراني يوم كذا وانا سأظهر بلا اب ولا عم ولا خال وكيف ستكون صورتي امام اسرة عريسي.

ظهر جمال عبدالناصر يوم عقد القران ومعه الشيخ عبدالرحمن تاج، شيخ الجامع الازهر الذي جمع بين كفي عبدالناصر والعريس وغطاهما بمنديل وبعد قراءة البسملة والحمدلة قال شيخ الازهر مخاطبا عبدالناصر: يا جمال عبدالناصر قل يا فلان انكحتك ابنتي فلانه على كتاب الله وسنة رسوله..انكحتك ابنتي على كتاب الله وسنة رسوله.. بمهر معجل وقدره كذا وبمهر مؤخر وقدره كذا.. بمهر معجل وقدره كذا وبمهر مؤخر وقدره كذا.. ثم التفت شيخ الازهر الى العريس وقال له:

يا فلان قل يا جمال عبدالناصر قبلت نكاح ابنتك على كتاب الله وسنة رسوله.. يا جمال عبدالناصر قبلت نكاح ابنتك على كتاب الله وسنة رسوله.. بمهر معجل وقدره كذا وبمهر مؤخر وقدره كذا.. وبمهر معجل وقدره كذا وبمهر مؤخر وقدره كذا.

ارتفعت الزغاريد وبارك الحضور للزعيم عبدالناصر ولي امر العروس وللعريس عقد قران العروسين وقبل عبدالناصر العريس وتمنى للعروسين الرفاة والبنين وقبل رأس العروس وقدم مالم تعلم شماله بما قدمت يمينه.

غادر عبدالناصر وشيخ الازهر منزل العروس اليتيمة وسط امواج بشرية متلاطمة وكلهم يهتفون له بأن يمد الله في عمره ويمنحه بالصحة وان ينصره الله على اعدائه.. اعداء الدين.. اعداء الانسان ورفع يديه مجيبا ومبتسما للجماهير الغفيرة.

هذا الزعيم الذي سكنت والدته في عقله الباطن لانها ماتت دون ان يراها ويودعها لانها كانت رمزا مقدسا في حياته وكان يتبادل معها الرسائل اينما انتقل والده للعمل في مكاتب البريد وهذه النقطة هامة في تاريخ حياته ولا يتسع المجال لتفصيلها.

هذا الرجل الذي احبته زوجته تحية كاظم وقالت قولتها المشهورة يوم وفاته يوم 28 سبتمبر 1970م عندما نقل جثمانه الى قصر القبة: اخذوه مني وهو حي واخذوه مني وهو ميت وعاشت على ذكراه حتى وفاتها، رحمها الله يوم 25 مارس 1995م وبناء على وصيتها دفنت الى جواره.

رحم الله جمال عبدالناصر واسكنه فسيح جناته ولا نامت عين للحكام العرب الفاسدين الذين جنوا ثروات ضخمة مع اولادهم وقبلوا بان يكونوا مطايا لواشنطن وتل ابيب وطهران.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص