آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:19:41:52
العريس في المقبرة
عادل حمران

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

خمس سنوات عجاف قضاها صديقي في المملكة السعودية عمل ليل نهار باحثا عن لقمة عيش كريمة له ولعائلته ، وباحثا عن حلم كل شاب في الارتباط بشريكة الحياة ، ضل صديقي يعمل بكل قوة ويجمع الريالات فوق بعضها لتحقيق حلمه وحلم أخيه الأصغر عبدالكريم بمساندة طيبة من أخيهم الغالي بسام الذي وقف معهم في كل منعطفات الحياة وشاركهم طفولتهم وشبابتهم وغربتهم وسعادتهم ، حين قرر العودة كان يحلم بكثير من الأحلام التي عاد لتحقيقها واكبر حلمه كان احياء ليلة نرجسية في يوم زفافه ضل عدة أيام يبحث عن رقم المطبل و المشبب وفور وصوله اتصل للفنان ، طلب من أعز رفاقه الحضور و المشاركة وطلب مني تصوير كل لحظات الفرح .
مر اليوم الاول من الزفاف بسلام ومرت معه زغاريد الفرح وبخور الزفاف وألحان ايوب كانت تزلزل المكان زغردة القرية فرحاً ابتهاجا با ابنائها وحضر عدد كبير من الضيوف من عدد من القرى المجاورة لمشاركة الشباب أفراحهم ، في اليوم الثاني قبيل زفة العرسان بليلة واحدة بدا حلمي يلاعب أوتار نغماته ويشعل لهيب الجماهير ويحرك مشاعر الشباب الذين لم يحالفهم الحظ للدخول نحو القفص الذهبي ، توقف الفنان فجئة وبدأت ملامح الناس تتغير وبدا عدد من الشباب مغادرة المجلس والذهاب نحو المقبرة ! دخل احد الشباب وقال سنذهب باتجاه المقبرة الجدة زهراء ناصر في ذمة الله ، هناك كانت الصدمة التي دمرت احلام مساعد كنت أراه يتنهد من أعماق قلبه فهذا يومه الموعود وهذا اليوم هو حلمه الذي ضل سنين يبحث عنه كغيره من الشباب .
غادر المجلس ولا يعرف أي طريق يسلك رمى أوراق القات من فمه واصبح مشتت الفكر وهائم البال و متقلب المزاج ، كانت المتوفية رحمها الله جدة عروسة مساعد امرأة طيبة محافظة على صلواتها كريمة في طبعها ، خرج العريس باتجاه منزلهم ومن ثم ذهب المقبرة بعد أن تبخرت أحلامه و تحول عرسه إلى مأتم خاف عليه بعض الحاضرين ولحقوه للبحث عنه وبعد برهة من الزمن وجدوه في المقبرة لعلهم يخففون عنه هول الصدمة كان مساعد بجانب الشباب يشاهد بصمت كما لو أن كلامه تبخر مع أحلامه لكنه اضهر صبر و إيمان وبقي شامخا كعادته لسان حاله الحمد لله على كل حال .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص