آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:20:05:11
عاش لأجل الجميع ، ومات لأجل أسرته
عادل حمران

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

أشرقت شمس الفجر حاملة شعاع أسود تحفه الأحزان ، وصباح يملئه البؤس والوجع ، رن جوالي رنة أليمة صوته يكاد ان يقتلني ، جاوبت والعبرات ترهب قلبي كان المتصل يبكي بحرارة عادل عظم الله أجرك مات محمد مقبل ، تركني أبكي مثله وربما انهملت دموعي بدون فرامل ، خرج الناس من بيوتهم والصمة يخيم على الجميع وكلا ينظر للآخر بهدوء كما لو اننا التقينا أول مرة ، الدموع وحدها من تحدثت نيابة عن الكل .

نزلنا صوب ابنه الأكبر مقبل نعزي أنفسنا ونعزيه ، مش مصدقين ان محمد مقبل مات ، كيف مات ، ليش مات؟ ، مازالت ابتسامته حية في قلبي ، مازالت صورته واضحة أمامي وحتى تفاصيل كلامه ، تذكرت كلامه وقلبه الأبيض وتواضعه مع الجميع تذكرت اخر لقاء جمعني به لحظة وداعه في عدن ، تذكرت الساحة وتواجده فيها ودعمه السخي للثوار ، تذكرت بأنه كان أطيب مخلوق على الإطلاق لم يجرح احد أمواله سخرها في خدمة الفقراء والمحتاجين ، أجزم بان موته عقاب للجميع من سيمسح دموع اليتامى وجراح المرضى ، من سيقف في أحلك الظروف ويساهم بهدوء لأجل الناس .

شاءت أقدار الله ان ترفع روحه إليه ليتركنا وحدنا نكابد بشاعة الحياة وقبح الوجود ، رفعه إليه بطريقة سلسة أولها حريق وثم مستشفى وعناية وتمديد لفترة أربعة أيام وفي كل يوم تنهك أرواحنا وتتدمر معنوياتنا وبدأنا نؤمن بان الموت لا يفرق بين غني وفقير وصغير كبير كنا نتحدث عنه

باستمرار ندعوا له بكل وقت وحين ، كنا متفائلين باننا سنجده وسنجلس معه ، كنت أحلف موقناً بانه لن يموت لان الحياة تحتاجه والكل يحبه ، كان الناس يطمئنوا نفوسهم بانه بخير وأنها ساعات فقط وسيعود مثلما كان وأفضل ، حتى من زاروه الى سرير المستشفى منتظرين عودته وخروجه لكن خرج هذه المرة بشكل مختلف عن كل المرات ، خرج من السرير وابتسامته لم يمنحنا إياها فربما أرسلها الى هناك داخل عالمه الآخر وحياته الأبدية .

الناس حزينون على أنفسهم جدا أقسم باليمين المغلظة بأن قلبي تفطر وجعا حين شاهدت الفقراء يبكون بمرارة وصوت موحد ااااواه على محمد مقبل من لنا بعده ، سبحانك يا رب تركت من لا يستحقون الحياة وأخذت الأفضل ، سبحانك يا رب تركت لنا الأوغاد يعبثون بحياتنا وأخذت الأفضل ، سبحانك يا رب أخذته دون اي خيارات كنت مستعداَ أفديه بكل شيء لست وحدي فالجميع أقسموا بأنهم لو أعطوه أرواحهم أهون لهم من فراقه عاش من أجل الجميع ومات لتعيش أسرته وأطفاله مدافعا عنهم حتى آخر رمق بحياته بسبب شرت كهربائي داخل منزله بأمريكا لك الرحمة والخلود ولهم الصبر والشفاء وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص