آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:18:00:50
شمال الحوثي وجنوب الحراك !
عادل حمران

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

بعد الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح سافرت انا وصديقي سميح الجوبعي إلى عدة محافظات شمالية ، كانت رحلتنا سريعة لكن أثرها كبير في قلوبنا ، ابهرني انتشار الحوثي ومسكه زمام الأمور وفرض وجوده كدولة داخل الدولة ، لا صوت يعلو فوق صوت الحوثي ، فنقاطه العسكريه وانتشار عناصره بزيهم القبلي مدججين بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة وتفتيشهم سيارات المارة ، وشعارهم الموت لأمريكا وإسرائيل وعلمهم الأخضر وشاهدنا مبنى سغير أمام كل نقطة أخبرني أحدهم بأنهم يعتقدوا بأنه شكل الكعبة ، تفاجئت من كل المشاهد فشكل الشمال لا يرضى أحد ، والخوف سكن الجميع ، سألت صديقي رأفت في ذمار عن دورهم كشباب قال نحن مهمشين وتاريخنا يشهد بأن الأقوى هو من يسيطر على البلد .

لست ضد الحوثي لكن ضد بلطجته في الشمال ، فمعظم أنصاره أطفال مبندقين لا يعرفون دولة ولا نظام يعرفوا سيدي حسين والصرخة ، لم يستلم الحوثي الشمال على طبق من ذهب كما كنا نسمع ، ولم يخضع شعب الشمال الحوثي كما دشنت قناة المسيرة ولكن مثلما خضعوا لبلقيس وابرهة الاشرم والإمام يحيى وعلي صالح سيخضعوا للحوثي إلى أن يظهر اقوى من الحوثي فالبقى للاقوى ومن بهرر على الشعب اتبعوه .

عدت إلى الجنوب بحماس كبير وقناعة تامة بأنه لا حل إلا استعادة الدولة لكن آلمني وضع الضالع المزري وسيطرة جنود ضبعان على أرضنا ومنعي من تصوير علم اليمن فوق أحد نقاطهم واحتجاز هاتفي قبل أن يتدخل أحد أبناء غول سبولة للافراج عنه ، آلمني الخلاف الحاد داخل ضالع الصمود بين نقاطهم وداخل مدينتهم ، المني شكل الضالع ووضعها المزري ، المني شكل ساحة الحرية وضعف ثورتنا واستخدامنا شماعة القادة وشماعة التصالح والتسامح متى سنعمل ونترك العراك الجنوبي الجنوبي ، متى سنحول التصالح والتسامح من شعارات رنانة إلى مبادئ وقيم ? هدفنا الوطن وحلمنا رؤية مستقبل أفضل ووطن جنوبي يتسع للجميع بس للاسف صرنا نغالط أنفسنا كثيرا ونشك في كل شي ونخون كل من يخالفنا الرأي .

اصبنا بالإحباط ولا نعلم ماذا بعد ? وماذا يجري ? صرت أخجل من أسئلة الناس ، وأشعر بالاحراج من جارنا العزيز علي المطوع حين يسألني عن الساحة وجديدها أشعر بأن اجاباتي تتكرر كل يوم ،وأدرك بأن عمي علي يعرف كل شي لأنه يتمتع بفكر واسع ونظرة بعيدة للمستقبل ويعرف الواقع أكثر مني .

ما زلت أتذكر نصائح عمي علي المطوع وبتعامله معي أشعر بمبادئ وقيم أشخاص يعشقون الوطن بصمت مع أنه من أبين وانا ضالعي لكن عمي علي شخص وجدت فيه قيم التصالح والتسامح قبل التصالح والتسامح نفسه فقد كان جارنا منذ سنوات عديدة ، لكن كان مختلف عن الكثير ويحمل داخل قلبه الابيض مبادئ وقيم جميلة به وبكل الشرفاء ستنتصر ثورتنا وتتحقق أحلامنا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص