آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
غلط يا ناس تصحّوني وأنا نائم
فضل محسن الطيري

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

في 13 يناير 2015م شهدت ساحة العروض بخور مكسر في عدن احتفالا جماهيريا كبيرا توافدت إلى هذه الساحة الجماهير الشعبية من مختلف المحافظات والمديريات الجنوبية، هذه الجماهير عبرت في الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح عن روح الاخاء والوئام والمحبة والاحترام بين ابناء المحافظات الجنوبية بروح الوفاء والمصداقية فعلا جسدت ذلك بساحة الاعتصام في مدينة عدن الباسلة بطي صفحات الماضي إبان الحكم الشمولي في المحافظات الجنوبية في حقيقة الامر، معبرين عن وحدة الصف الجنوب بما تحمل الكلمة من معنى ، حيث جسدت هذه الجماهير على الواقع قرار التصالح والتسامح ربط الاقوال بالأفعال وعملا واقعيا من خلال الاحتفال الجماهيري الواسع وبطبيعة الحال مثل هذا التصالح له صدى كبير على المستوى الدولي وبدون شك.

ولكن للأسف الشديد ان بعض قيادات المعارضة في الخارج لم يتصالحوا ويتسامحوا حتى يومنا هذا رغم ان الشعب الجنوبي تصالح وتسامح والرفاق في قيادة المعارضة بالخارج هم في مكايدات ومماحكات سياسية ولم يستفيدوا من ورقة التصالح والتسامح شيئا وعلى كل حال ينطبق عليهم (غلط يا ناس تصحوني وانا نائم وكيف اصحى وانا نائم) او بعبارة اخرى كيف اسمع وانا نائم ويعني انهم لا زالوا في نومهم لم يصحوا بعد رغم مرور تسعة اعوام على قرار التصالح والتسامح.

وبطبيعة الحال اذا اعدنا الذاكرة قليلا الى الوراء واقصد ايام الحكم الشمولي سنجد ان هذا الشعب عانى من المآسي والالم والاحزان في فترة المراهقة السياسية ايام حكم الرفاق ولا داعي ان نستعرض مراحل الصراعات السياسية بما في ذلك التصفيات الجسدية وغيرها من الممارسات والانتهاكات لحقوق الانسان ومرحلة الحكم الشمولي آثارها حتى الان يعيشها شعب الجنوب المتصالح والمتسامح وتعد قضية لا يحملها ملف رغم هذا كله توحد الشعب الجنوبي وانتم في قيادات المعارضة بالخارج تعيشون حالة تمزيق وشتات موزعين على بعض الدول وكان من الافضل لكم ان تتوحدوا قبل صدور قرار التصالح والتسامح ولكن العكس وهذا القرار جاء ليس من فراغ بل الهدف منه الحرية والاستقلال وتقرير المصير، الشعب الجنوبي قدم تنازلات من اجل ذلك.

وانتم في قيادات المعارضة لم تقدموا تنازلات حتى فيما بينكم تقديرا لروح التصالح والتسامح التي مرت عليه تسعة اعوام ولم نلمس منكم غير التصريحات والبيانات المتناقضة التي لا تخدم القضية الجنوبية اطلاقا مما جعل مجلس الامن الدولي ينظر لملف القضية الجنوبية من زاوية ضيقة وبالتالي اصبح هذا الملف حبيس الادراج في مجلس الامن.

وانتم سبب ما يعانيه شعب الجنوب ليس ذلك فحسب ان التضحيات من الشهداء والجرحى والمعتقلين في الحراك السلمي الجنوبي وكل ذلك النضال من اجل القضية الجنوبية.. اذا تصالحتم وتسامحتم ووحدتم صفوفكم تحت قيادة واحدة وقدمتم تنازلات فيما بينكم وتم عقد مؤتمر جنوبي جامع او مؤتمر حراكي جنوبي بغض النظر عن التسمية يعني في الاساس توحدكم كونكم تناضلون حول قضية واحدة وهي استقلال الجنوب، هذا هو المطلوب واذا وجدت لديكم نوايا صادقة ستكون ثمارها ايجابية ام انكم تختلفون على السلطة واصبح لديكم جنوب السلطة بالأمس واليوم وهذا خطأ كبير طالما وانتم لم تعيدوا حساباتكم للماضي والحاضر والمستقبل وما ينبغي تقديمه في الحاضر من اجل المستقبل واخذ الدروس والعبر والتجارب من الماضي ولكن يبدو انكم تناسيتم الماضي وتعملون بالحاضر من اجل مستقبل يضمن لكم السلطة وبالتالي الشعب يدفع ثمن ذلك،.

إن الوفاء يأتي من جانبكم، يعني توحيدكم تحت قيادة واحدة يُعد وفاءً للشهداء والجرحى والمعتقلين والتصالح والتسامح وليس العكس.

فتحيّة لبعض قيادات المعارضة التي كانت بالخارج وعادت إلى عدن وهم اليوم في ساحة الاعتصام واقصد الاخوة محمد علي هيثم رئيس المؤتمر الوطني الجنوبي وعبدالرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة ومحسن بن فريد امين عام حزب الرابطة الحر والزعيم باعوم والشيخ الفاضل عبد الرب النقيب ولطفي شطارة والمحامي يحيى غالب الشعيبي وزهراء صالح ومعذرة اذا سقطت بعض الشخصيات بدون قصد.

وما تناولته في مقالتي هذه يعد استعراضا سريعا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص